للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي قيل في المنشآت العامة، وهو الشعر الذي سينطلق مع محمد العيد انطلاقة كبيرة للإشادة بالمدارس والنوادي والصحف التي أنشأها الشعب تحت إشراف جمعية العلماء المسلمين وغيرها. وهذه هي أبيات الحفناوي بن الشيخ:

في كل جيل من الأجيال أخيار ... وخيرهم من له في العلم أخبار

بالعلم شاد بنو اليونان دورهم ... وكان للعرب منه بعد آثار

كل مضى تاركا في العلم منقبة ... كأنها علم في رأسه نار

واستخلفوا (دولة الجمهور) قائمة ... بكل علم له في العصر أنوار

وهذه آية العرفان مشرقة ... (بالثعلبية) نعم الاسم والجار

وشيدت، وتاريخها لجنسنا فتحت ... وذو الولاية نجم العصر (جونار)

وفي هذه الأبيات الستة لخص الحفناوي تاريخ العلم من اليونان (الإغريق)، إلى العرب، إلى الفرنسيين، الذين سماهم (دولة الجمهور)، أو الجمهورية. ورغم البراءة العلمية هنا فإن الشاعر قد جعل فرنسا هي خليفة العرب والإغريق في العلوم، وهذا رأي سياسي واضح. ويقصد بعبارة (لجنسنا فتحت) أن فرنسا فتحت هذه المدرسة للمسلمين والعرب، أثناء عهد جونار. وكان الشاعر معجبا، مثل غيره من النخبة المتعلمة، بهذا الحاكم العام، الذي (اهتم بمسلمي الجزائر محييا آثار أسلافهم، وحاول أخذهم على طريق التقدم العصري، حتى تجمع الجزائر بين عصر الشرق القديم وبحر الغرب الجديد، كما فعل الأوروبيون من قبل) (١).

ومن الشعر السياسي أيضا قصيدة زين العابدين بوطالب - من نفس عائلة بوطالب أولاد عم الأمير عبد القادر - وزين العابدين هذا كان قاضيا في سطيف ومعسكر منذ ١٨٧٣. وهو ابن محمد بن عبد القادر بوطالب. وقد قالها في وفد فرنسي قدم الجزائر، ويسميه الألبينيين (الألبينيست). وافتخر بأنه يعرف الشعر العربي، فأراد المدح به. وقد بدأ قصيدته بتبشير بني الدنيا


(١) الحفناوي (تعريف الخلف) مقدمة الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>