٧٥ - عن عائشة رضي الله عنها قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله} إلى قوله {وما يذكر إلا أولو الألباب} قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
-[المعنى العام]-
القرآن الكريم محكم كله رصين في حروفه وكلماته وآياته وسوره {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه} معجز لأمة البلاغة أن يأتوا بسورة واحدة مثله {كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير} وهو في الوقت نفسه متشابه الهدف متشابه في حسن سياقه وعلو نظمه وهو في الوقت ذاته {منه آيات محكمات} واضحات المعاني {وأخر متشابهات} عميقات المفهوم لا يعلمها كثير من الناس وواجب المؤمنين إزاء المتشابهات أن يؤمنوا بها ويسلموا أنها من عند الله ويسارعوا بالإذعان والاستسلام سواء منهم من عجز عن فهمها عجزا كليا فاستغلق عليه معناها ومن وصل من العلماء إلى بعض معانيها وسواء أكان الله تعالى قد حجزها لعلمه وقصر معناها على غيبه يريد بذلك اختبار إيمان خلقه ومدى تسليمهم بمتعبداته واعترافهم بالعجز والقصور أو كان الله قد عمق المراد منها ليبذلوا الجهد في الفهم ويضاعفوا البحث في التفسير والتأويل عن هذا يقول سبحانه {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب}
أما الذين في قلوبهم زيغ وضلال ولم يتمكن الإيمان في عقيدتهم {فيتبعون} ويتصيدون وشككون وينشرون {ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء