للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا أمر مهم؛ لأن بعض الناس يتساهل في هذا الأمر، والإنسان المفتي أو المؤلف يَحْكي عن الله، ويقول على الله، فلا بد أن يعرف له جوابًا عند الله يوم القيامة إذا سأله: كيف أفسدتَ عبادة عبادي بدون إذن مني؟ فماذا يقول؟

فإذا جاءت النصوص -ولله الحمد- مُيَسِّرة على العباد عاذِرَةً لهم بالجهل والنسيان وعدم القصد، فلماذا نحن نُلزِم الناس بشيء قد عفا الله عنه، وعفو الله تعالى أوسع من مؤاخذته، ورحمته أوسع من عقوبته، ورضاه أوسع من غضبه -عز وجل.

وهذه مسألة ينبغي للإنسان طالب العلم الذي يمن الله عليه بالفتوى أن يجعل هذا السؤال نصب عينيه: لماذا ضيَّقْتَ على عبادي بالشروط؟ لماذا أفسدتَ عبادة عبادي بلا دليل؟ وما أشبه ذلك.

طالب: ضد العَمْد ما هو؟

الشيخ: ضد العَمْد عدم الاختيار، يعني أنا ما اخترت هذا الشيء، فعامدًا بمعنى مختارًا، كل شيء يحصل بلا قصد أو بإكراه؛ لأن الْمُكْرَه يفعل الشيء بلا قصد.

إنسان أُغْمِيَ عليه وهو صائم، فاضطُرَّوا إلى أن يُوجِرُوه بدواء.

طالب: لا يُفْطِر.

الشيخ: لا يُفْطِر؟ لماذا؟

الطالب: لعدم قصد الفطر.

الشيخ: لعدم القصد منه، صحيح؟ وهل يجوز لهم أن يفعلوا ذلك به؟

الطالب: يجوز لهم للحاجة.

الشيخ: يجوز لهم للضرورة؛ ولأنه لا يُفْطِر، صومه لن يَفْسُد بهذا العمل.

رجل قبَّل زوجته فأمذى.

طالب: لا يُفْطِر.

الشيخ: حتى على كلام المؤلف؟

الطالب: نعم.

الشيخ: حتى على ما ذهب إليه المؤلف؟

طالب: على ما ذهب إليه المؤلف أنه يُفْطِر.

الشيخ: أنه يُفْطِر؛ لأنه يجعل المذي؟

الطالب: ( ... ).

الشيخ: كالإنزال، رجل كَرَّرَ النظر فأمذى، أَيُفْطِر؟

طالب: لا يُفْطِر.

الشيخ: حتى على رأي المؤلف؟

الطالب: وعلى رأي المؤلف يُفْطِر.

طالب آخر: بلى يُفْطِر.

الشيخ: ما تقولون؟ أيهما أصح أيهما؟ الثاني أو الأول؟

طلبة: الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>