للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقول المؤلف: (بإيلام له)، هذا تمثيل للإكراه، (بإيلام له) يعني معناه: هذا المُكرِه آلَمَه، بماذا؟ ضرب أو حبس، أو تقييد، قيَّده مثلًا بالرمضاء في أيام الصيف في أيام القيظ، قال: ما يمكن أطلقك، خليك بههذه الرمضاء حتى إنك تطلق، أو بمنع ما ينقذه وهو ضعيف، مثل ما ذُكر أن رجلًا في عهد عمر بن الخطاب خرج يَشْتَارُ عسلًا، يأخذه من الجبال، فنزل، فدلَّت إليه امرأته الحبل من أجل يصعد به، فلما وصل إلى المكان وجاء ليطلع، قالت: لا، ما يمكن أعطيك الحبل حتى تطلقني، ( ... ) غير هذه، قال: أبدًا ما فيها، فطلقها، فذهب إلى عمر رضي الله عنه فقال: المرأة امرأتك (٢)، ولم ينفذ الطلاق، بأيش استدل؟ مُكرَه، لو ما ترسل عليه الحبل ليتمسك ويطلع بقي في هذه الحفرة حتى يموت، هذا أيضًا من الإكراه.

كذلك (أو لولده): إيلامًا لولده، هو ما صار له شيء، لكن يمسكون ولده وبدؤوا يعصرونه قدامه وقالوا: ما يمكن نُطلِق الولد إلا أنك تُطلِّق، تطلق؟

طالب: نعم، يطلق لإنقاذ ولده.

الشيخ: طيب، لكن لو قال قائل: هو ما تألم الآن؟ نقول: صحيح أنه ما تألم بدنًا، لكن تألم قلبًا. هذا يمكن أشد عليه مما لو كان هذا الفعل به هو.

(أو أخْذِ مالٍ يضرُّه)، انتبهوا لكلمة (يضره)؛ لأنها تختلف بحسب الناس، واحد يمكن لو تأخذ منه مليون ريال ما يضره، وواحد لو تأخذ منه عشرة ريالات يضره، صح ولّا لا؟ الإنسان اللي عنده مئة مليون إذا أُخِذ منه مليون، يقول: الحمد لله، عندي تسعة وتسعون مليونًا، لكن يقول: عشرة ريالات، ما عنده غير عشرة، ( ... ) الخبز غداء وعشاء وأُخِذَت العشرة، تضره ولّا لا؟

طالب: نعم.

الشيخ: منين يأكل، فالقاعدة إذن يعود على الضرر، ولهذا المؤلف رحمه الله ما قال: أخذ عشرة دراهم، عشرين درهمًا، مئة درهم، قال: (أَخْذ مال يضره).

<<  <  ج: ص:  >  >>