للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومنه -مِن المال الذي يضر- لو كان عليه ثوب في أيام الشتاء يقيه من البرد، هذا الثوب يسوى درهمين، وهو رجل عنده ملايين الدراهم، وافَقَه في برِّيَّة يبغي يأخذ منه الثوب إلا أن يطلق، الثوب الآن يضره ولّا ما يضره؟ يضره، مع أنه من الناحية المالية ليس بشيء عنده، لكن الكلام على الضرر (أخذِ مالٍ يضرُّه).

(أو هَدَّده بأحدها)، ويش أحد؟ الإيلام أو أَخْذ مال يضره.

(هدَّده بأحدها قادرٌ يظن إيقاعَه به)، اشترط شرطين المؤلفُ: (قادر)، وأنه (يظن) أي الْمُكْرَه، (إيقاعه)، أي إيقاع ما هدَّدَه به فيه؛ في الرجل.

فخرج بقوله (قادر) على ما لو هَدَّدَه إنسان عاجز، واحد رجل شاب ممتلئ شبابًا وقوة، جاء شيخ كبير عاجز قال له: طلِّق امرأتك وإلا كسرت ها الشوم عليك –العصا- ويش يصير هذا؟

طالب: ما يقدر.

الشيخ: هَدَّدَه.

طالب: بس لا يقدر.

الشيخ: السبب أنه غير قادر، ما يقدر هذا، هذا لا يُعْتَبَر إكراهًا، السبب لأنه غير قادر.

لكن ما رأيكم لو كان مع هذا الشيخ الكبير، لو كان معه مسدس؟ صار قادرًا الآن؟

طلبة: نعم.

الشيخ: كذلك أيضًا اشترط معه شرطًا ثانيًا أنه (يظن إيقاعه به)، أن المهدَّد يظن أن هذا المهدِّد يُوقِع ما هدده به، فإن كان يظن أنه لا يوقِع، هو قادر الرجل المهدِّد لكن ما يُوقِع هذا الشيء، إما لقوة الحكم، أو لأي سبب من الأسباب، المهم أنه يعلم أن الرجل مهما هدد ما يقدر يفعل شيئًا، فلا إكراه.

فهنا فعل وتهديد، الفعل المؤلف قال: أو هدد بأخذ مال يضره، أو إيلام له ولولده، والتهديد اشترط أن يكون المهدِّد قادرًا، ويش بعد؟ يظن إيقاعَه به.

<<  <  ج: ص:  >  >>