(٢) إسناده حسن، إسماعيل بن أبي أويس وأبوه - وهو عبد الله بن عبد الله بن أُويس - حديثهما حسن في المتابعات والشواهد، وهذا منها، فلحديثهما هذا شواهد إلّا في قوله: "وسنة نبيه" ففيه وهمٌ، والوجه في هذا الحرف ما رواه جابر بن عبد الله في هذه الخطبة كما في "صحيح مسلم" برقم (١٢١٨)، فإنَّ فيه: "وقد تركتُ فيكم ما لن تضلُّوا بعده إن اعتصمتم به؛ كتابَ الله، وأنتم تُسألون عني، فما أنتم قائلون"، فهذا هو وجه الحديث، فلعلَّ الراوي في حديث ابن عباس وهمَ في قوله: "وأنتم تُسألون عني .. إلخ" فجعله "وسنة نبيه"، والله تعالى أعلم. والحديث أخرجه البيهقي في "السنن" ٦/ ٩٦ و ١٠/ ١١٤، و"الدلائل" ٥/ ٤٤٩، و"الاعتقاد" ص ٢٢٨ عن أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء" (٧٧٠) عن العباس بن الفضل الأسفاطي، به - مختصرًا بالقسم الثاني منه. وأخرجه محمد بن نصر المروزي في "السنة" (٦٨)، والآجري في "الشريعة" (١٧٠٥)، وابن المنذر في "الأوسط" (٨١٩٣) و (٩٦٧٥) من طرق عن إسماعيل بن أبي أويس، به. ولأوله شاهد من حديث جابر عند مسلم (٢٨١٢) وغيره. وآخر عن أبي هريرة عند أحمد ١٤/ (٨٨١٠)، وانظر تتمة شواهده فيه. وللقسم الثاني منه شاهد من حديث جابر عند مسلم (١٢١٨)، لكن بلفظ مغاير كما ذكرنا في أول تعليقنا على الحديث. وروى مالك في "الموطأ" ٢/ ٨٩٩ أنه بلغه: أنَّ رسول الله ﷺ قال: "تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة نبيه"، وهذا لا يصح لما فيه من إبهام الواسطة بين مالك والنبي ﷺ. =