للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لهم: ما يُجلِسُكم؟ قالوا: صلَّينا صلاة المكتوبة، ثمَّ قصَّ القاصُّ، فلما فرغ قعدنا نتذاكرُ سُنَّةَ رسول الله ، فقال معاوية: ما من رجل أدرَكَ النبيَّ أقلَّ حديثًا عنه مني، إني سأحدِّثكم بخَصْلتين حَفِظتُهما من رسول الله : "ما من رجلٍ يكون على الناسِ فيقومُ على رأسِه الرجالُ، يحبُّ أن تَكثُرَ الخصومُ عنده، فَيَدخُلَ الجنة".

قال: وكنت مع النبي يومًا فدخل المسجد، فإذا هو بقومٍ في المسجد قعودٌ، فقال النبي : "ما يُقعِدُكم؟ " قالوا: صلَّينا الصلاةَ المكتوبة، ثم قَعَدْنا نتذاكرُ كتابَ الله وسنَّةَ نبيِّه ، فقال رسول الله : "إنَّ الله إذا ذَكَرَ شيئًا تَعاظَمَ ذِكرُه" (١).

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وقد سمع عبدُ الله بن بُرَيدة الأسلمي من معاوية غيرَ حديث.


(١) إسناده قوي. أبو معمر: هو عبد الله بن عمرو المُقعَد، وعبد الوارث: هو ابن سعيد، والحسين: هو ابن ذكوان المعلِّم، وابن بريدة: هو عبد الله.
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن" (٤١٨)، وأبو منصور بن الديلمي في "مسند الفردوس" - كما في "الغرائب الملتقطة" للحافظ ابن حجر (٤١٨) - من طريق أبي عبد الله الحاكم، بهذا الإسناد - وهو عند ابن الديلمي مختصر جدًّا اقتصر فيه على قوله: "إنَّ الله إذا ذكر شيئًا تعاظم ذِكرُه"، وهو عند البيهقي دون الشطر الثاني.
تنبيه: أخطأ الشيخ الألباني حيث ذكر هذا الحديث في "السلسلة الضعيفة" (٣٠٤٦)، وذكر أنَّ الحسين الراوي عن ابن بريدة هنا هو الحسين بن واقد وفي حفظه ضعف يسير، وهذا وهمٌ، فإنَّ الحسين هذا هو ابن ذكوان المعلِّم الثقة، وقد جاء منسوبًا في رواية ابن الدَّيلمي، ثم إنَّ عبد الوارث بن سعيد لا تعرف له رواية عن حسين بن واقد، أما روايته عن حسين المعلم فمشهورة في كتب السنة. ثم إنه أعلَّه بشيخ الحاكم أبي بكر الدرابردي، حيث لم يجد له ترجمة، وقد ذكره تلميذُه الحاكم في "سؤالات السجزي له" (٣٢٠) باسم أبي بكر بن أبي نصر - وهو نفسه - فقال: رحلتُ إلى مرو وأول ما دخلتها سنة اثنتين وأربعين وثلاث مئة وليس بها من يُقدَّم عليه في الصدق والعدالة، وكان من مزكِّيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>