للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويقول: إن الطعام لا بد من قوله فيه بجيد (١)، ولا يلزم ذلك في غيره. وهذا وهم وتقصير، وإنما معنى ذلك أنه لا بد في الطعام وغيره من وصف يحيط به من جودته أو رداءته وجنسه وتقديره وغير ذلك من أوصافه، وأنه لا يكتفى في السلم بالاقتصار على ذكر الجودة أو الفراهة فقط. وهو أبين (٢)، وعليه بنى أئمتنا مذهبهم، وهو الذي فسروا به قوله في الكتاب وغيره، وكذلك فسره أشهب في مسألة الفدادين.

قوله (٣) في "من سلم في صفقة واحدة في حنطة وشعير وقِطنية وثياب ورقيق ودواب: لا بأس به". قال بعض الشيوخ: هذا يدل على جواز جمع المكيل والموزون مع الجزاف في صفقة. ومثله في الصرف (٤). وقد اختلف قول مالك فيه في كتاب محمد (٥).

وقوله (٦) في القصيل (٧): إن اشترط من ذلك جُرزاً، كذا رويناه، بضم الجيم والراء، وفتح الراء أيضاً، وآخره زاي. ورواه بعضهم جززاً، بكسر الجيم (٨) وبالزاي/ [خ ٢٧٥] المعجمة فيهما. قال أبو عبد الله بن عتاب: الأول أصوب، وهي القُبَض (٩)، ولا يختلف. وأما الجزة فتختلف في الخفة والالتفاف (١٠).


(١) صحح على الكلمة في ز، وهو ما في خ وس وع وم والتقييد، وفي ق: جيد. وهذا أشبه.
(٢) في خ وق: وهذا بين.
(٣) المدونة: ٤/ ١٣/ ٤.
(٤) المدونة: ٣/ ٤٢٣/ ٤.
(٥) انظر أحد قوليه في النوادر: ٥/ ٥٦.
(٦) المدونة: ٤/ ١٤/ ١٠.
(٧) في اللسان: قصل: هو ما اقتصل وقطع من الزرع أخضر.
(٨) في ق: الجيم المعجمة.
(٩) في اللسان: جرز: الجرزة: الحزمة من القت ونحوه. وفي مادة قبض: الفُبْضَة - بالضم -: ما قبضت عليه من شيء ... وربما جاء بالفتح.
(١٠) في اللسان: جزز: الجزة: صوف نعجة أو كبش إذا جز فلم يخالطه غيره، والجمع جُزز وجزائز.