للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال القاضي (١) رحمه الله: قال بعد في الفدادين (٢): أيجوز أن يشترط فدادين معروفة طولها وعرضها فيسلف في كذا وكذا فدانا من نوع كذا من البقول أو القصيل؟، قال: لا يصلح أن يشترط فدادين، لأن ذلك يختلف، منه الجيد ومنه الرديء"، ثم قال (٣): "ولا يحاط بصفته ولا معرفة طوله وصفاقته"، فتعليله بهذا يدل أنها فدادين غير معينة. وإنما وصف أقدارها وصفتها خلاف ما ذهب إليه بعض الشارحين لتعليله بأنها معينة، ويحتج بقوله: معروفة. ويدل على هذا تجويز أشهب السلم في الفدادين إذا وصفها.

وقوله (٤): "ومن لم يجزه، لأن الوسط منه مختلف، والجيد مختلف لزمه في الحبوب"، وأشهب وغيره لا يجيز السلم في معين، وإنما أراد أشهب في قصيل فدادين مقدرة غير معينة موصوفة الصفاقة والنبات (٥)، خلاف ما تأوله عليه أكثرهم. وذهب بعضهم إلى إلزام ابن القاسم قول أشهب وتجويزه في المعين من مسألة السلم للحنطة في القصيل والقضب وقوله: إن كان يحصده ولا يؤخره فلا بأس، فهذا يدل أنه معين إلا أن يريد أن هذا هو رأس مال السلم، فقلب (٦) الكلام واللفظ، فتستقيم المسألة على أصله. وقال غيره في مسألة القصيل: إن الجواب على غير السؤال إنما سأل (٧) عن السلم فأجاب على البيع نقداً ليدله أنه أبعد في السلم. وقد


(١) كأنما هذه الفقرة تابعة للتي قبل هذا بفقرتين، أعني قوله: وقوله: إن أسلم في تمر برني.
(٢) المدونة: ٤/ ١٤/ ٦.
(٣) المدونة: ٤/ ١٤/ ٣.
(٤) يعني أشهب، وقوله في النوادر: ٦/ ٦٦.
(٥) كذا في خ، وفي حاشية ز كتبت الكلمة مرتين هكذا: والتفاف والنبات (دون نقط الكلمة الأخيرة) وفوقها: كذا، وأصلحها في المتن: والالتفاف، وهو ما في ق. وهو أبين. وفي س وع وم: والالتفات.
(٦) كذا في ز والتقييد: ٣/ ٦٢، وفي خ: لعلها: فغلب، وفي ق: فغلب عليه الكلام؛
والكلمة محتملة في س وع لـ "فقلب" و"فغلب".
(٧) في ق وس والتقييد: سئل. وهو أظهر.