للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

صالحاً فاضلاً كعمر، فإن فعل أجزأه. وقد يحتج به من يحد (١) ألا ينقض المذي الطهر في الصلاة حتى يقطر، وهو ما أنكره مالك بعد هذا. ومذهب ابن المسيب أنه لا ينقضها على مُصَلًّ وإن قطر وسال (٢).

وسلِس البولُ (٣) يسلَس، بكسر اللام في الماضي، وفتحها في المستقبل، ومعناه اتصل جريه، ومنه السلسلة لاتصال بعضها ببعض. وسلسلة الرمل والبرق مستطيلهما.

وقوله في البلل يجده: "اِنضَح ما تحت ثوبك بالماء، والةُ عنه (٤) "، يكون النضح بمعنى الرش هنا، وقد يجيء بمعنى الصب (٥). وفائدة النضح هنا بعد غسل ما به ليُندِي الموضع بالنضح؛ فإن وجد بعد ذلك بلة فيمكن أن تكون من النضح فتطمئن نفسه إلى ذلك/ [خ ١٣] ويزول عنه الوسواس بتتبع ما قد عفي له عنه، كما قال في حديث القاسم (٦): "إذا استبرأت وفرغت فارشش بالماء". وفي الخبر الآخر: "وقيل هو الماء" (٧). أو يكون (٨) النضح الغسل، أي اغسله بالماء واله عنه.

يريد (٩) بما تحت ثوبه فرجَه. هذا كله في المستنكح.


(١) في ط: جحد.
(٢) وهو في المدونة: ١/ ١٢/ ٢.
(٣) المدونة: ١/ ١٠/ ٤.
(٤) المدونة: ١/ ١١/ ٢ - من طبعة دار الفكر.
(٥) انظر هذه المادة للمؤلف في المشارق: ٢/ ١٦.
(٦) يقصد المؤلف قول القاسم، لا حديثه، وهو كثير الاستعمال لهذا، وقول القاسم المراد في المدونة: ١/ ١٢/١. والقاسم هذا هو ابن محمَّد بن أبي بكر الصديق، أحد الفقهاء السبعة. قال عنه مالك: هو من فقهاء هذه الأمة، ت. ١٠١ انظر طبقات الفقهاء للشيرازي: ٤١، والتهذيب: ٨/ ٢٩٩.
(٧) المدونة: ١/ ١٢/ ٢.
(٨) في س وع وح وم: ويكون.
(٩) في س وع وح وم: وقوله لما تحت. وقومها في ع بمحو اللام من "لما"، وإقحام "أي" بين السطور كما يلي: وقوله ما تحت ثوبه، أي فرجه.