وأما محمد بن يحيى فجل سماعه من عمه المذكور، وسمع بالقيروان من حماس بن مروان. وكان من أحفظ أهل زمانه للمذهب، عالماً بعقد الشروط، وله اختيارات في الفتوى والفقه خارجة عن المذهب، وهو صاحب كتاب المنتخبة، وهو على مقصد الشرح للمدونة. أثنى ابن حزم على الكتاب في رسائله، وحكاه عنه تلميذه الحميدي في الجذوة: ١/ ١٥٩ قال: ما رأيت لمالكي كتاباً أنبل منه في جمع روايات المذهب وتأليفها وشرح مستغلقها وتفريع وجوهها. واختلف في تسمية هذا الكتاب المنتخب أو المنتخبة، وذكر في أحكام ابن سهل في نسخة صحيحة مرات باسم المنتخب، ومنه نسخة وحيدة في خزانة تمكروت. والقرائن تدل أحياناً أن المؤلف ينقل عن هذا الكتاب. وتوفي محمَّد بن يحيى سنة ٣٣٠ (انظر تاريخ ابن الفرضي: ٢/ ٧٠٦ والجذوة: ١/ ١٥٩ والمدارك: ٦/ ٨٦). قال ابن حزم في رسائله وفي الجذوة ١/ ١٢٨ مفاخراً بالأندلس: إذا أشرنا إلى محمَّد بن يحيى بن عمر وعمه محمَّد بن عمر بن لبابة وفضل بن سلمة لم نناطح بهم إلا محمَّد بن عبد الله بن عبد الحكم ومحمد بن سحنون ومحمد بن عبدوس. (٢) كذا في ز وخ، وفي ق: وفسره غيره على غير تفسير مالك، أما س وع وم وط ففيها: وهذه على غير يقينهم لذلك. وكذا في ح مع بعض التحريف. (٣) في هامش طبعة دار صادر هنا: قوله بمنزلة من شك في صلاته: هذا على أنه أتى بالرابعة وهي عنده رابعة، ثم شك بعد ذلك، فلا يضره الشك مع الاستنكاح. فأما لو صلاها على أنها ثالثة، ثم شك: أهي ثالثة أم رابعة؟ فإنه يأتي برابعة مستنكحاً كان أو غير مستنكح. انتهى من كتاب التبصرة لابن محرز رحمه الله. وسيأتي بعد حين نقل المؤلف هذا الكلام عن ابن محرز. (٤) في خ ما يشبه: والنهي.