والتخفيف وجه حسن، إلا أن فيه انقطاع الخبر الذي كان من أمر سبأ وقومها ثم يرجع بعد إلى ذكرهم. قال: والقراءة الأولى خبر يتبع بعضه بعضا لا انقطاع في وسطه.
وقال الفراء: الاختيار التخفيف لأنها سجدة أمرنا بها ولو كانت القراءة بالتثقيل لم يكن فيه أمر بسجود لأن المعنى: وزين لهم الشيطان ألا يسجدوا. فهذا خبر عن أولئك وليس فيه دليل على الأمر بالسجود. وهي في قراءة عبد الله:(هلا تسجدوا) بالتاء. وفي قراءة أبي:(ألا تسجدون لله الذي يعلم سركم وما تعلنون). فهذا يدل على التخفيف لأن قولك:«ألا تقوم» بمنزلة قولك: «قم». وقال الفراء: حدثنا الكسائي عن عيسى بن عمر قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرؤونها إلا بالتخفيف على نية الأمر. وحكى الفراء عن العرب: ألا يا ارحمونا، ألا يا تصدقوا علينا، بمعنى: ألا يا هؤلاء افعلوا هذا.