للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، وكلام ابن الأثير (١) مثل كلام المصنف عن البخاري، نعم في سنن أبي داود (٢) من حديث أبي هريرة، رواية "أنه - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرتين مرتين".

وفي رواية لأبي داود (٣) عن المقدام "ابن معدي كرب": "ثْمّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأْذنَيْهِ ظاَهِرِهَماَ وَبَاطِنِهِماَ".

وفي أخرى (٤): "وَمَسَحَ بِأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهَما، وَأَدْخَلَ أَصَابِعَهُ فِي صِمَاخَيْ أُذُنَيْهِ".

"وَالِّصَماَخُ" (٥): ثقب الأذن.

قوله: "ولأبي داود عن المقدام".

قلت: هو كما قال: إلا أن فيه: "غسل كفيه ثلاثاً، ووجهه ثلاثاً ثم تمضمض واستنشق"، فاستشكل تأخير المضمضة والاستنشاق، عن غسل الوجه، واليدين، واستدل به من لا يوجب الترتيب في الوضوء؛ لأنه عطف عليهما بـ (ثم).

وقال النووي (٦): إنَّهم تأولوا لفظة (ثم) على أنها ليست للترتيب بل لعطف جملة على جملة؛ لأن المراد ذكر الجملة لا صفة الترتيب، ولذا لم يذكر غسل الرجلين. انتهى.

قلت: والَأولى أن يقال روايات الترتيب مقدمة لكثرتها.


(١) في "الجامع" (٧/ ٢٥٧).
(٢) في "السنن" رقم (١٠٦)، وهو حديث صحيح.
(٣) في "السنن" رقم (١٢١)، وهو حديث صحيح.
(٤) في "السنن" رقم (١٢٣)، وهو حديث صحيح.
(٥) الصّماخ: ثقبُ الأذن ويقال بالسين.
"النهاية في غريب الحديث" (٢/ ٥١). "الفائق للزمخشري" (٢/ ١٠٠).
(٦) انظر: "المجموع شرح المهذب" (١/ ٤٧٥ - ٤٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>