للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال (١): وروى الربيع في "الأم (٢) " عن الشافعي قال: احتملت الآية معنيين:

(أحدهما): أن تؤتى [المرأة] (٣) حيث شاء زوجها لأن (أتى) بمعنى أين شئتم.

واحتملت (أنى) يراد بالحرث موضع النبات، والموضع الذي يراد به الولد هو الفرج دون ما سواه.

قال: واختلف أصحابنا في ذلك وأرى كلاً من الفريقين تأول ما وصفت من احتمال الآية. قال (٤): فطلبنا الدلالة فوجدنا حديثين أحدهما ثابت، وهو حديث خزيمة بن ثابت في التحريم، فقوى عندنا التحريم، ثم ذكر مناظرة وقعت بينه وبن محمد بن الحسن أفادت إجازة الشافعي لجواز إتيان الدبر، ثم قال: لعله كان يقول ذلك في القديم [٢٦١/ ب].

٤٣ - وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ: جَاءَ عُمَرُ - رضي الله عنه - إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! هَلَكْتُ. قَالَ: "وَمَا أَهْلكَكَ". قَالَ: حَوَّلْتُ رَحلي اللَّيْلَةَ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا، فَأَوْحَى الله تَعَالَى إِلَى رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - هَذِهِ الآيَةَ: {نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} أَقْبِلْ وَأَدْبِرْ، وَاتَّقِ الدُّبُرَ، وَالحيضةَ. أخرجه الترمذي (٥). [حسن]

قوله: "حولت رحلي".

قال ابن الأثير (٦): كنى بتحويل الرحل عن الإتيان في غير المحل المعتاد كذا الظاهر.

ويجوز أن يراد به أتاها في المحل المعتاد لكن من جهة ظهرها.


(١) أي الحافظ في "الفتح" (٨/ ١٩١).
(٢) (٦/ ٤٤٣ - ٤٤٤).
(٣) زيادة من (أ).
(٤) الشافعي في "الأم" (٦/ ٤٤٣).
(٥) في "السنن" رقم (٢٩٨٠) وهو حديث حسن.
(٦) في "غريب الجامع" (٢/ ٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>