لقد مَرَّتْ بعضُ الأَحكامِ التىِ شَرَعَها اللهُ لليهودِ بالمراحلِ التالية:
الإِباحةُ، ثم الحرمَةُ عِقاباً لهم، ثم الحِلُّ والإِباحةُ على لسان عيسى - عليه السلام -.
فكيفَ يتجرأُ الفادي المدَّعي بعدَ ذلك ليقول: لا نَسخَ في اليهوديةِ ولا
في النصرانية؟!.
٣ - من عيوبِ النسخِ في نَظَرِ الفادي أَنه يفتحُ بابَ الكذبِ والادّعاء،
ولذلك لا بُدَّ من منعِه! قال: " لأَنَّ الناسخَ والمنسوخَ يَفتحُ بابَ الكذبِ
والادِّعاء، فإِذا قالَ مُدَّعي النبوةِ قَوْلاً وظَهَرَ خَطَؤُه، أَو إِذا اعترضَ عليه
سامِعوه، قال: إِنه منسوخ، ويَأتي بقولي آخَرَ..
فينسخ الله ما يلقي الشيطان، كما يَنسخُ إِلهُ محمدٍ ما يُلقيهِ عليه من قرآن ".
وهذه الشبهةُ مردودةٌ على الجاهل، ولا تُوَجَّهُ إِلى النسخِ في القرآن،
فالأَمْرُ ليس من بابِ الادِّعاءِ والتقوُّل والافتراء، وليسَ كما يفعلُه ويقولُه
الكَذّابون المدَّعون، وإِنما هو من فعْلِ اللهِ سبحانه، ولذلك أُسندَ إِلى اللهِ وليس إِلى الرسولِ - صلى الله عليه وسلم -: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا) .
و (وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ..)
وكَلامُ مُدَّعي النبوةِ باطلٌ مردودٌ عليه، سواء ادَّعى النسخَ أَم لا!!.
٤ - تساءلَ الفادي بخبثٍ عن مصيرِ الآياتِ المنسوخة؟
قال: " لأَنَّ محمداً اعتبرَ الناسخَ والمنسوخَ من نفسِ كلامِ الله، فهل كانَ المنسوخُ كَلاماً إِلهيّاً مكتوباً في اللوحِ المحفوظ؟
وهل يَترتبُ على نسخِه في القرآن نسخُه أَيْضاً في اللوحِ المحفوظ؟
وكيفَ يَسمحُ اللهُ لكلامِه العزيزِ بالزوال والإِهمال؟
وإِلّا فلماذا كُتِبَ؟ ".
وهذه الأَسئلَةُ مردودةٌ ومتهافتةٌ ولا وَزْنَ لها، لأَنَّ الراجحَ هو أَنَّ النسخَ
في أَحكامِ القرآنِ وليسَ في آياتِه وكلماتِه، ولم يَثبتْ عندنا آياتٌ منسوخةٌ
بكلماتِها، حتى تُوَجَّهَ لها أَسئلةُ الفادي التشكيكية! فلم تُنْسَخْ كلمةٌ أو آيةٌ