من القراَن، والآياتُ التي أَنزلَها اللهُ على رسولِه محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - بَقيتْ كما هي، لم تُنسخْ أَو تُغيّرْ أَو تُبدّلْ، هذا ما نقولُ به، وكلُّ كلام غير هذا مرجوحٌ مردودٌ عندنا.
٥ - ادَّعى الفادي المفترِي أَنه يتعذرُ حصرُ المنسوخِ في القرآن، مما
يجعلُ القرآنَ مُبْهَماً مُلْتبساً مشكوكاً فيه، وإِذا جُرِّدَ القرآنُ من الناسخِ والمنسوخِ لم يبقَ منه شيء!!.
قال: " لأَنَّ الناسخَ والمنسوخَ متغلغلٌ في جميعِ أَجزاءِ القرآن، بحيثُ يتعذَّرُ على الراسخين في العلمِ معرفةُ الناسخِ والمنسوخِ بطريقَةٍ
لا تقبلُ الشك، مما يَجعلُ أَقوالَ القرآنِ مبهمةً ملتبسة ".
وادَّعى أَنَّ السورَ التي فيها منسوخٌ وليسَ فيها ناسخ أَربعونَ سورة،
والسورَ التي فيها ناسخٌ وليس فيها منسوخٌ سِتُّ سُور، والسورَ التي فيها ناسخٌ ومنسوخٌ خمس وعشرون سورة، والسورَ التي ليسَ فيها ناسخٌ ولا مَنسوخ ثلاثٌ وأَربعون سورة.
وخَتَمَ كلامَه بعبارةٍ فاجرةٍ خبجثة، قالَ فيها: " فإِذا جُرِّدَ
القرآنُ من الناسخ والمنسوخ كان كراسةً صغيرة! ومع ذلك ادَّعوا أَنه المعجزةُ
الكبرى "!.
إِنَّ المنسوخَ غيرُ متغلغلٍ في جميعِ أَجزاءِ القرآنِ وسورِه المكيةِ والمدنيَّة،
والأَرقامُ التي ذَكرها المفترِي لأَعدادِ السورِ التي فيها ناسخٌ أَو منسوخٌ مردودة، لأَنه مُبالَغٌ فيها.
والآياتُ التي فيها نسخٌ حَصرَها العلماءُ، والراجحُ أَن هذه
الآياتِ لا تَتجاوزُ عَدَدَ أَصابعِ اليدَيْن!.
ويُصِرّ المفترِي على القولِ بالنسخِ بالتلاوة، أَيْ إِلغاءِ كثيرٍ من آياتِ
القرآن، وهذا رأيٌ مرجوحٌ ومردودٌ عندنا، رغمَ أَنه قالَ به بعضُ علماءِ
المسلمين، والراجحُ عندنا أَنَّ النسخَ إِنما هو في الأَحكامِ فقط، والأَحكامُ
المنسوخةُ في القرآنِ لا تتجاوزُ عشرةَ أَحكام!!.
ومن غباءِ وسخفِ الفادي دعوتُه إِلى تجريدِ القرآنِ من الناسخ
والمنسوخ، وادّعاؤُه أَنه لو حصلَ ذلك لما بقيَ من القرآنِ إِلّا " كراسة صغيرة"!!.