للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثال تعارض التخصيص، والإضمار: قوله عليه السلام: "الإسلام (١) يجبُّ ما قبله" (٢).

يقول المالكي: لا يقضي المرتد الصلاة إذا أسلم (٣) بدليل هذا الحديث، ولكن يلزمه التخصيص بالديون إجماعًا.

ويقول المخالف: في الكلام إضمار صونًا له عن التخصيص، تقديره: الإسلام يجبُّ إثم ما قبله، فلا تسقط الصلاة عنه (٤)، والتخصيص أولى من الإضمار (٥).

ومثاله أيضًا: قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} (٦):

يقول المالكي: فم (٧) الكلب طاهر فلا يجب غسله، ولكن يلزمه


(١) "الإسلام" ساقطة من ط.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في المسند في قصة إسلام عمرو بن العاص أن عمرو بن العاص قال: "قلت: يا رسول الله أبايعك على أن تغفر لي ما تقدّم من ذنبي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الإسلام يجبُّ ما كان قبله, وأن الهجرة تجبُّ ما كان قبلها" قال عمرو: فوالله إن كنت لأشد الناس حياءً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما ملأت عيني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا راجعته بما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياءً منه".
أخرجه الإمام أحمد في المسند ٤/ ٢٠٤.
(٣) في ط: "إذا أسلم أي: جمع".
وفي ز: "الصلاة وكذا الصيام".
(٤) "عنه" ساقطة من ط.
(٥) هذا المثال لم يذكره القرافي في شرح التنقيح وذكره في رسالة تعارض الاحتمالات ورقة ٣١ مخطوط بالمكتبة الأزهرية رقم ١٩٨٧/ ٥٤٠٤٧.
(٦) قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [سورة المائدة آية رقم ٤].
(٧) في ط وز: "موضع فم".