أودعتُه المكتبة، أما باقي النُسخ -وقد كانت قليلة- فكنتُ أُعطيها لمن أرى أنه من طلبة العلم رجاء أن يصحح لي ما أخطأتُ فيه. وقد وقع في هذه النسخة أوهام، سواء في الحكم على الحديث أو في تخريجه، والسببُ في ذلك شرحه يطولُ، وسأذكره -إن شاء الله- في (الإمعان مقدمة بذل الإحسان).
وعلى كل حال، لقد بات هذا الشرح أمنيةً عندي، وددتُ لو يسر الله لي فعله، حتى أكشف مزية هذه السنن، التي على أهميتها ما التفت إليها أهل العلم مثلما فعلوا في "الصحيحين" وبقية السنن.
وقد بادر بعضُ أهل الخير والفضل من إخواننا، فأرسلوا نسخًا من هذا الكتاب إلي شيخنا، الشيخ الإمام، حسنة الأيام، ناصر الدين الألباني (رحمه الله) فأثنى عليه خيرًا والحمدُ لله.
فأخبرني الأخ: مازن بنُ نهاد كمال -وهو من نابلس-، أنه أعطى الكتاب للشيخ وجاءه بعد فترة، ثم سأله عنه، فقال له:"لقد أعجبتُ به، ورجوتُ له مستقبلاً زاهرًا بشرط أن يستمر على هذا المنوال أو المنهج - الشك من الأخ مازن". وقد شافهني بذلك في لقائي به في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة، يوم الحميس ١٩ / جمادى الأولى / ١٤٠٦ هـ الموافق ٣٠/ ١ / ١٩٨٦ عقب صلاة العصر.
وجاءني بعضُ الإخوة -واسمه كمال- بشريط تسجيل سجله مع الشيخ الألباني، وسأله فيه عن أفضل الشروح على السنن الأربعة وموطأ مالك؟.
فلما جاء ذكرُ "سنن النسائي" قال الشيخُ: "أنا لا أعلمُ -أو لم أطلع- على كتاب يفيد في هذه الناحية من كتب القدامى، لكن وصلني أخيرًا جزء لأحد المشتغلين بالحديث من الشباب في مصر -ولعل اسمه حجازي-، فقال له