الأخ: هنالك في مصر كتاب اسمه "بذل الإحسان"، قال الشيخ: هو هذا، فهو يتوسع في هذا الكتاب في التخريج مع بيان صحة الأحاديث من ضعفها، وهو في الواقع من الكتب المفيدة بالنسبة لما يؤلَّف في هذا العصر".
ولمَّا قابلتُ الشيخ في "عمَّان" سنة (١٤٠٧ هـ) سألته عن الكتاب، فقال لي بالحرف الواحد: "قويٌّ، قويٌّ، ما شاء الله". فالحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. انتهى كلام شيخُنا.
قال أبو عَمرو - غفر الله له -: ومقدمة الكتاب المسماة: (الإمعان مقدمة بذل الإحسان)، هي في ثلاثة أجزاء.
الجزء الأول فية: ترجمةُ الإمام النسائي، والكلامُ على سننه، وتحقيقُ شرطه فيها، وذِكْرُ شيوخه وعِدَّةِ ما لكل شيخٍ من الأحاديث، والشيوخ الذين تفرد بالرواية عنهم مِن دون الجماعة، وعدَّة ما لكل صحابيّ من الأحاديث في سننه النسائي، ومنصب النسائي في الجرح والتعديل؛ وفصول أخرى ماتعة.
والجزء الثاني من (الإمعان)، ذكر فيه كتابًا اعتنى صاحبُه بسنن النسائي خاصة ولا يزال مخطوطًا، وهو كتاب (بُغية الراغب المتمني في ختم النسائيّ برواية ابن السُّنِّي) للحافظ شمس الدين السخاوي - رحمه الله -.
أمَّا الجزء الثالث من (الإمعان)، فذكر فيه قوانين الجرح والتعديل، وجعله كالأصل يُرجع إليه، وهو كتاب كان الشيخ صنَّفه قديمًا وسمَّاه:(قصد السبيل في الجرح والتعديل) وبدا له أن يلحقه بالمقدمة لتعلقه الشديد بها.
وهذه المقدمة المسماة بـ (الإمعان) على نفاستها لم تطبع حتى اليوم.
وأمَّا الكتاب الأصل (بذل الإحسان)، فنشرته مكتبة التربية الإسلامية،