حتى لا يكون مضطرا لشرائها أو للمطالبة بالأموال اللازمة لذلك، وهكذا يجد الباي الجديد موردا هو بداية ثروته.
وقد جرت العادة أن يرسل الباشا لكل باي حامية في كل سنة مرة. وبما أن سكان مقاطعة التيطري فقراء وقليلو العدد، فإن الحامية لا تبقى عندهم إلا شهرين ثم ترجع إلى مدينة الجزائر. وفي معسكر، في الجزء الغربي، تبقى الحامية أربعة أشهر، وأما في قسنطينة التي تشكل شرق البلاد، فإنها تبقى ستة أشهر.
وإذا أراد أحد الجنود، في حامية ما، أن يقيم في المقاطعة إلى أن تعود الحامية المقبلة، فإنه يحصل على الإذن بكل سهولة. وإن الكثير من أعضاء الميليشيا يفضلون البقاء في المقاطعات على العودة إلى مدينة الجزائر:
١ - لأن مرتباتهم تتضاعف أثناء غيابهم، وادخارهم يتزايد لأن حياة المدينة أغلى من حياة الريف.
٢ - لأن الباي الذي يبقون معه يقدم لهم العطايا والمنح.
وفي أثناء السير تطعم الجيوش بالبرغل، أي بالقمح، يقلى ثم يرحى ويغربل لتنزع منه النخالة فيصبح نوعا من البسيسة. ويحتفظ بهذا القمح المطحون عاما كاملا، ويحضر ويطبخ تماما مثل البيلو (أكلة تركية شائعة في فرنسا). ويحضر بالزبدة فقط. ولا يأكل الجنود اللحم إلا مرة في الأسبوع. ولذلك يفضلون في الشتاء حياة الحامية في المقاطعات على البقاء في مدينة الجزائر وعلى حياة القرصنة.
تتكون حامية قسنطينة من ١٠٠ خيمة، وحامية معسكر من ٦٠ وحامية المدية من ٤٠ وتأوي كل خيمة ٣٠ جنديا يقودهم ضابط برتبة بولكباشي