للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنشدناهما علي بن عبد العزيز عن أبي عبيد. والفاعل من المهموز: رافئ ومصدره: الرفء. والمفعول: مرفوء. ومن الواو: راف ورفاء أيضا: ومصدره: الرفو.

وأما قوله: قد هدأ الناس، وهم هادئون، فمعناه سكنوا، وهم ساكنون. ويقال للرجل في الأمر: اهدأ يا هذا، أي اسكن ولا تنزعج ولا تطش. وهو من قولهم: مضى هدء من الليل، أي طائفة منه، وهو الوقت الذي يسكن فيه الناس، وتنام العيون، يقال: جئت بعد هدء، وبعد ما هدأ الناس، وبعدما هدأت العيون, وبعد ما هدأت الرجل، أي سكنت من النظر والسهر والمجيء والذهاب. والعامة تقول: هذا يهدا، بغير همز، وليس ذلك بمختار، وإن كان جائزا. والمستقبل من هذا: يهدأ، بفتح الدال، من أجل أن الهمزة من حروف الحلق. ومصدره: الهدوء، على فعول؛ لأنه فعل لا يتعدى. واسم الفاعل منه: هادئ وهادئة.

وأما قوله: تثاءبت، وهي الثؤباء، فإنه يعني ما يصيب الإنسان عند الكسل والنعاس والهم، من فتح الفم والتمطي. واسمه: الثؤباء، على وزن: العرواء والعدواء والرحضاء، وهي بناء فيه معنى المبالغة. وفعله: تثاءب ممدود يتثاءب تثاؤبا، على مثال: تفاعل يتفاعل تفاعلا. والعامة تقول بالواو ولا تهمزه: تثاوب يتثاوب تثاوبا، وهو خطأ. وفي الحديث: "إذا تثاءب أحدكم، فليطبق فاه؛ لئلا يدخل فيه الشيطان". وفي حديث آخر: "إذا تثاءب أحدكم، فلا يقل: هاه، هاه فإنه اسم شيطان".

وأما قوله: فقأت عينه، وعين مفقوءة، فإن معناه أعميت عينه وعورت عينه، وذلك أن تدخل فيها حديدة أو شوكة أو إصبعا، فتشقها. ومنه قيل:/ تفقأت السحابة، أي

<<  <   >  >>