خيطاء، على فعلاء ممدود. وقال "الخليل": إنما خيطها طول قصبتها وعنقها، قال: ويقال: بل خيطها ما فيها من اختلاط السواد والبياض اللازم لها كالعيس في الإبل العراب، وهما خيطان: وأنشد "الخليل" في الخيط لشبيل:
وخيطا من خواضب مؤلفات كأن رئالها ورق الإفال
وأما قوله: والحبر: العالم، يعني بالفتح، والحبر: المداد، يعني بالكسر، فهما جميعا من الحبار، وهو الأثر، يعني بالشيء؛ ولذلك قيل للوشى: محبر الألوان والنقوش التي فيه. وقيل/ للشعر الكثير المعاني: المحبر. والتحبير: التحسين؛ ولذلك سمي العالم: حبرا، لما عنده من العلوم، وتحسينه القول في ذلك، وسمي المداد وما يكتب به أو ينقش: حبرا، بالكسر؛ ففرق بالفترح والكسر بين العالم وبين المداد. وقد اختلف فيه فقيل للعالم أيضا: الحبر، بالكسر، ورووا أنه يقال: كعب الحبر، بالكسر؛ فمن جعله وصفا له نون كعبا، ومن جعله المداد لم ينون وأضافه إلى الحبر. وجمع الحبر: الأحبار، يستوي فيه العالم والمداد. قال الله تعالى:(الأَحْبَارِ والرُّهْبَانِ) وهذا يقوي قول من كسر الحاء في الحبر في العالم؛ لأن الأفعال ليس بقياس في جمع الفعل مفتوحا، وإن كان قد جاء في مثل: فرخ وأفراخ، وزند وأزناد. ومن هذا سميت الحبر من البرود.