أب الأب، فمن فوقه، وهو أصل الرجل الذي يعرف به، ومنه وإليه. والجد: الحظ أيضاً/ مفتوح مثل الحظ، وهو بخت الإنسان الذي يسعد به، وينال الخير، وهما مصدران قد سمي بهما من قولهم: جد الرجل جدا، وهو مجدود، أي أخذ به في السعادة والرزق، أو قصد به في النسب إلى أصله الصحيح.
فأما قوله: يروي ما أتاك في الشعر من قوله: أجدك، بالكسر، فكان الواجب عليه تبيين ذلك؛ لأن المتعلم لا يقف على ما أشار له إليه./ وإنما معناه أن كل ما كان في أوله ألف الاستفهام، فإنه مكسور الأول؛ لأنه يراد به الجد في الأمر، والمضي فيه، والانكماش وترك السهو والتواني؛ لأن الجد ضد الهزل، يقال: أبجد هذا القول منك، وأجدك، هذا كله مكسور لأن معناه الحقيقة والمضي في العزم، وهو أيضا اسم موضوع موضع المصدر وتقول: قد جد في أمره يجد جداً، فكان الفتح بالمصدر أولى، ولكن فرق بالكسر بين هذا وبين الأول. ومنه قول الأعشى:
أجدك ودعت الصبا والولائدا
وقوله:
أجدك لم تسمع وصاة محمد نبي الإله، حين أوصى وأشهدا
وإنما قوله: وإذا أتاك وجدك، فهو مفتوح، فإنما معناه إذا جاء في الشعر بعد الواو فتحت الجيم، وذلك لأن الجد ههنا هو أب الأب، والحظ لا غير. والكلام في موضع القسم واليمين، وهذه الواو التي قبل جدك، إنما هي واو القسم المبدلة من باء الإضافة، ولذلك كان الجد بعدها مجرورا، كما تقول للرجل: وجدك وحياتك، فلذلك كانت الجيم مفتوحة.