أيضا. والعامة تكسر اللام من اللحى واللحية كلاهما، ولا تعرف الفرق بين العظم واللحم وبين الشعر.
فأما قوله: والفل: الأرض التي لا نبات بها، وقوم فل، أي منهزمون فإن أصل هذين أصل واحد، ومعناهما شيء واحد، وهو من قولهم: فللت السيف أو السكين، وانفل هو إذا ثني حده وتكسر؛ ولهذا قيل: فللنا القوم فلا، أي هزمناهم، وقد انفوا، أي انهزموا. وإنما سموا فلا بالمصدر، كما قيل هم عدل. والأصل فيه أن يقال: مفلولون. ومنه قيل: سيف أفل. ومنه قول أبي كبير الهذلي:
فعلوته بأفل يحسب أثره نهجا أقام بذي قريع مخرف
والفلول مصدر منه ايضا. وقد يكون الفلول جمعا للفل أيضا. قال النابغة:/
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
ولهذا المعنى قيل للأرض التي لا نبات فيها ولا شجر: الفل. وجمعه: أفلال. ولكن فرق بفتح الفاء وكسرها بين نعت القوم ونعت الأرض، وبين الفل على بناء القي، وهو القواء من الأرض، الذي لا شيء فيه. والعامة تفتح أول كل هذا، ولا تفرق بين الأرض والقوم.
وأما قوله: ومرفق الإنسان، مفتوح الميم، وإن شئت كسرت. والمرفق ما ارتفقت به، فإن أصل هاتين ايضا اصل واحد. ومعناهما جميعا من الرفق والارتفاق، إلا أن الميم إذا زيدت في أولل مكان أو زمان أو مصدر فتحت، فقيل: مرفق، كما يقال منزل ومجلس ومذهب ومدخل ومخرج. وإذا زيدت في أول أداة تستعمل أو آلة يرتفق بها وينقل كسرت فقيل مرفق، مثل مخيط ومكتل ومسورة ومرفقة، ونحو ذلك. وإنما أجاز الفتح والكسر في مرفق اليد من الإنسان؛ لأنه يصلح أن يكون موضع الارتفاق فيفتح لذلك،