أن الظل لا يكون إلا بالغداة، ولكنه ذكر أنه هو يعدم الظل بالغداة قبل طلوع الشمس على الأرض، أو المكان، ويعدم بالعشي ما فاء عن الشمس من الكن، فلا ينال واحداً منهما، وهذا راجع إلى ما شرحناه، وغلط هو في تأويله. وقال "الخليل": الظل ضد الصبح ونقضيه، وواد الليل يسمي ظلاً، والجميع: الظلال. قال الله تعالى:(أَلَمْ تَرَ إلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ) إنما هو/ الليل. والظل في كلام العرب: الليل. والحكماء يقولون: الليل ظل الأرض؛ يعنون: أن الأرض تستر الشمس. قال: والمكان الظليل: الدائم الظل. ويقال: قد أظلني الشيء، أي ألقى على ظله. وهذا كله دليل على ما شرحنا.
وأما قوله: وتقول للأمة، إذا شتمها: يا لكاع، يا غدار، يا خباث، يا فجار بفتح أوله وكسر آخره. وتقول للرجل: يا غدر ويا لكع ويا فسق؛ فإن العامة لا تفرق بين مذكر هذا وبين مؤنثه، ولا بين الأمثلة والإعراب، فهى تخطىء فيه. وأصل اللكع واللكاع ما ذكره "الخليل"[من] أن اللكع وسخ القلفة، ومنه قيل للعي في الكلام: اللكع. ويقال: قد لكع لكعاً، وهو الكع ولكع ولكيع، وهو: اللئيم. وللعبد: اللكع، على فعل، وقد لكع يلكع لكاعة، وهو لكيع، ولكع، وإمرأة لكيعة، أي حمقاء مائقة. ويقال للحمار والجحش أيضاً: لكع، وللجاهل: لكع. وقال "الحسن" لرجل يستجهله: يا لكع. ويقال: اللكع: الصغير من كل شيء، وفي كل شيء. ويروى أن النبي- صلى الله عليه – قال للحسن أو الحسين:"يا لكع". وفي الحديث:"لا تقوم الساعة حتى يملكها لكع بن لكع". وفي حديث آخر: يأتي على الناس زمان، يكون اسعد الناس فيه، لكع بن لكع". ورجل ألكع وإمرأة لكعاء، والرجل ملعكان والمرأة ملعكانة. وقال بعضهم، لا تقل ملعكان إلا في النداء. وقال آخرون: يقال في النداء وغيره، إلا أنه معدول معرفة لا ينصرف. فهذا أصل لكع ولكاع. فأما لكع في النداء فيجري