للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تجعل في أنوفها، فأي فرق ههنا. والخرطوم أيضا اسم يقع على أنف الإنسان وشفته فيقال للغضبان: قد دلى خرطومه، وعلق خرطومه، وقد تخرطم. وقال "الخليل" يقال: خرطمت، إذا ضربت خرطومه فعوجته. وقال: المخرنطم: الغضبان، ويقال لأول كل شيء خرطوم، حتى الخمر أول ما ينزل منها خرطوم. وكل متقدم في كل شيء خرطوم. ومنه قيل للسادات: الخراطيم، وليس الأمر على ما وصف "ثعلب".

وأما الفنطيسة من الخنزير فليست بمقدم فمه، ولا هي كالشفة من الإنسان ولكنها فنعيلة من الفطس، وهي الفطسة أيضا. وذلك قصر الأنف وانخفاض قصبته. والفطسة تكون في البقر والغنم، وفي الزنج والترك، وكثير من غيرهم؛ ولذلك تسمى البقرة الخنساء؛ لأن الخنس قصر النف. ويقال للرجل وكل ذكر بأنفه فطس، والأنثى: فطساء، والجميع: فطس، والزنج فطس والترك/ فطس. ومن هذا سميت مطرقة الحداد الغليظة: الفنطيس. ويقال لحب الآس: الفطس، والواحدة فطسة؛ لقصرها، والانخفاض الذي بين طرفيها ووسطها. ويقال للرجل إذا مات من غير داء ظاهر: قد فطس فطوسا. فإنما الفنطيسة والفطسة من الخنزير أنفه، لا ما وصف "ثعلب" وهي اسم مشترك يسمى به كل ما كان مثل أنف الخنزيرة.

وأما المنقار من الطائر غير الصائد فمباين لسائر ما تقدم من هذه الأعضاء في الخلقة والمعنى والعمل به؛ لأنه عظم يابس، وليس وراءه شيء من الأسنان، بل هو نفسه كالسن، ولم يسم منقارا من أجل أنه للطائر، ولكنه سمي بذلك من النقر؛ لأنه ينقر به الحب، الذي يأكله يقال: نقر ينقر نقرا، فهو ناقر، والحب منقور؛ ولأنه ينقر به الطائر أيضا، ويقاتل

<<  <   >  >>