للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانت صناعته التطريز. وقال الذهبي في "التذكرة": الحافظ العلامة اللغوي. وقال في "النبلاء": الإِمام الأوحد العلامة اللغوي المحدث، لازم ثعلبًا في العربية فأكثر عنه إلى الغاية، وهو في عداد الشيوخ في الحديث لا الحفاظ، وإنما ذكرته لسعة حفظه للسان العرب، وصدقه وعلو إسناده. وقال في "العبر": كان ثقة آية في الحفظ والذكاء. وقال ابن كثير في "البداية": كان كثير العلم والزهد، حافظًا مطبقًا، يُملي من حفظه شيئًا كثيرًا، ضابطًا لما يحفظه، ولكثرة إغرابه اتهمه بعضهم ورماه بالكذب. وقد أنشد أبو العباس بن اليشكري في مجلس أبي عمر يمدحه:

أبو عمرٍ أوفي من العلم مرتقى ... يزل مُساميه ويردي مُطاوله

فلو أنني أقسمت ما كنت كاذبًا ... بأن لم ير الراءون حَبْرًا يُعادله

هو الشَّخت جسمًا والفضائل جمَّةٌ ... فأعجب بمهزول سمين فضائله

تضمن من دون الخناجر زاخرًا ... تغيب على من لجَّ فيه سواحله

إذا قلت شارفنا أواخر علمه ... تفجر حتى قلت هذا أوائله

قال مقيده -عفا الله عنه-: ومن لطائف ما يحكى عنه ما جاء في "تاريخ بغداد": حدثني علي بن المُحَسِّن حدثنا أبو علي محمَّد بن الحسن الحاتمي أنه اعتل فتأخر عن مجلس أبي عمر الزاهد قال: فسأل عني لمَّا تراخت الأيام، فقيل له: إنه كان عليلًا، فجاءني من الغد يعودني فاتفق أن كنت قد خرجت من داري إلى الحمام، فكتب بخطه على بابي بإسفيداج:

وأعجب شيء سمعنا به ... عليلٌ يعادُ فلا يوجدُ

ولد في سنة إحدى وستين ومائتين، وتوفي يوم الأحد، ودفن في يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>