وإن تَكُ بغدادٌ أُصِيبَتْ بَملْكِها ... وصارتْ عبيدًا للعبيد الدَّيالمِ
فلِلْحقِّ أنْصارٌ وللهَّ صَفُوةٌ ... يذُودون عنه بالسُّيوفِ الصَّوارِمِ
فمِن عَرَبٍ غُلْبٍ مُلوَكٍ بغالبٍ ... ومن عَجَيم صِيدٍ مُلوك بهازمِ
فالبدِّين منهمْ قائمٌ أيُّ قائم ... وللمُلْكِ منهمْ هاشمٌ أيُّ هاشمِ
جزَى اللهُ سيفَ الدَّوْلةِ الخَيْرَ باقيًا ... وأكْرَمهُ بالفاضِلات الكرائمِ
وألْبسَ مَنْصورَ بن نُوح سَلامةً ... تدومُ له ما عاشَ أَدْوَمَ دائمِ
هما أمَّنا الإِسلامَ مِن كلَ هاضِمٍ ... وصانا بناءَ الدِّين عن كُلِّ هادِمِ
ومَن مُبْلِغٌ نِقْفور عنِّي نصيحَة ... بِتَقْدِمةٍ قُدّامِ عَضِّ الأباهِمِ
أتتْكَ خُراسانُ تجرُّ خُيولهَا ... مُسوَّمة مِثْلَ الجِرادِ السّوائِمِ
كهُولٌ وشُبّانٌ حُماةٌ أحامِسٌ ... مَيامِنُ في الهيْجاءِ غَيْرُمَشائِمِ
غُزاةٌ شَرَوا أرْواحَهُمْ من إلاهِهِمْ ... بجناتِهِ والله أوْفىَ مُساوِمِ
فإن تُعْرِضوا فالحقُّ أبْلَجُ واضحٌ ... مَعالمُهُ مشهورةٌ كالمعالمِ
تعالَوْا نُحاكِمْكُمْ ليُحكم بيْنَنا ... إلى السَّيْفِ إنَّ السيْفَ أعدَلُ حاكمِ
سيجْرِى بنا واللهُ كافٍ وعاصِمٌ ... لنا خيرُ وافٍ للعبادِ وعاصمِ
ونرجُوا بفضْلِ الله فتحًا مُعجَّلًا ... ننال بقُسْطَنْطِينَ ذاتِ المحارمِ
هُناك تَرَى نِقْفَور واللهُ قادرٌ ... يُنادَى عليه قائمًا في المقاسمِ
ويجْرِى لنا في الرُّوم طُرًا وأهْلِها ... وأمْوالها جمْعًا سِهامُ المغانمِ
فيضحكُ منّا سِنُّ جَدْلانَ باسم ... ويُقْرَع منه سِنُّ خَزْيانَ نادِمِ
وإن تُسْلِموا فالسِّلُم فيه سَلامة ... وأهْنأُ عَيْشٍ للفتى عيشُ سالمِ
ولد في سنة إحدى وتسعين ومائتين، واختلف في وفاته فقيل: توفي سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وقيل: إنه توفي بالشاش، في ذي الحجة سنة