للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا سند ضعيف، فمحمد بن عمران الحجبي مجهول كما قال ابن حجر (١)، وقد استنكر حديثه هذا. قال الذهبي: له حديث، وهو منكر، وما رأيت لهم فيه جرحًا ولا تعديلا (٢).

١٢ - وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» (٣) حديث أبي موسي رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: «إن أمتي أمة مرحومة، جعل عذابها بأيديها في الدنيا»، ثم ذكر طرق هذا الحديث، ثم قال معلاّ هذا الحديث: والخبر عن النبي صلي الله عليه وسلم في الشفاعة، وأن قوما يعذّبون ثم يخرجون أكثر وأبين وأشهر. وقال مثل هذا في «التاريخ الأوسط» (٤).

وحديث أبي موسي أخرجه أبو داود (٥) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا كثير بن هشام حدثنا المسعودي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «أمتي هذه أمة مرحوم ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا الفتن والزلازل والقتل». ورواه عبد بن حميد في مسنده (٦) من طريق طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «إن هذه الأمة أمة مرحومة عذابها بأيديها».

وسند أبي داود ضعيف لأجل المسعودي عبد الرحمن بن عبد الله فقد اختلط، وكثير بن هشام ممن روى عنه بعد الاختلاط فيما يفهم من كلام الأئمة في ترجمة المسعودي (٧).

والحديث ضعيف لاضطراب أسانيده (٨) كما أشار إليه البخاري في


(١) فتح الباري (١٠/ ٥٧٤).
(٢) ميزان الاعتدال (٣/ ٦٧٢).
(٣) (١/ ٣٨).
(٤) (١/ ٣٩٦).
(٥) في كتاب الفتن - باب ما يرجي في القتل: ١٥٣٤ ح ٤٢٧٨.
(٦) ص ١٩٠.
(٧) انظر: الكواكب النيرات ٢٩٣، تهذيب الكمال (٢٤/ ١٦٣).
(٨) انظر: حاشية تحقيق مسند أحمد طبعة الرسالة (٣٢/ ٤٥٤) ح ١٩٦٧٨.

<<  <   >  >>