للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا في حقيقته نفي للصفات، ولكنه نفي مغطى بحيلة إرجاعها إلى الذات وعدم مشابهتها لصفات الخلق. وبذلك يخالفون أهل السنة والأشاعرة ويوافقون المعتزلة والشيعة والإمامية.

وهم يشنعون على الذين يثبتون الصفات بأنهم مشبهة كعباد الأوثان، وأن مذهب أهل السنة هو ـ حسب زعمهم ـ تأويل الصفات، فاليد: النعمة، والقدرة، والوجه: الذات، ومجيء الله: مجيء أمره لفصل القضاء، لأن إثبات هذه الصفات لله هو عين التشبيه كما يزعمون.

فهؤلاء يؤولون صفات الله الخبرية أيضًا، كاليد والمجيء والنزول، والعين والوجه والنفس، ونحوها، وهم بذلك يخالفون أهل السنة ويوافقون المتكلمين من الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والجهمية.

وجود الخوارج (الإباضية) في العصر الحاضر:

أول ما نشأت الإباضية بصفتها فرقة متميزة في عمان وما حولها وذلك في النصف الثاني من القرن الأول الهجري، بعد سنة ٦٤ هـ، ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تعدّ عمان من معاقل الإباضية؛ يحكمها حكام أو سلاطين أو ولاة إباضيون، ولا يزال لهم وجود في حضرموت واليمن، ولإباضية عمان امتداد في الساحل الشرقي للخليج (جهة إيران حاليًا)، والساحل الشرقي لأفريقيا في زنجبار أو تنزانيا كما تسمّى حاليًا، حيث إن سلاطينها إباضيون

<<  <  ج: ص:  >  >>