١ - كما قال الشيخ محمود شلتوت في الفتاوى: لم يرد شيء فيما يختص بتحضيرها، وتسخيرها لدعوة الإنسان، كما لم يدل عليه حس موثوق به أو تجربة صادقة، وكل ما نسمعه في ذلك لا يخرج عن مظاهر خداع وإلهاء بالخيالات لا يلبث أن ينكشف أمره.
٢ - ما الذي أعلمهم أنها أرواح؟ هل يعرفون الروح؟ يمكنهم أن يقولوا: إنهم يحضرون قوى خفية، ولكن أرواحًا فلا، وكل ذلك غير مقبول، وليس هذا ثابت بالبحث العلمي؛ لأن البحث العلمي يحتاج إلى المعمل وإلى التجربة، وهذا لا يتوفر فيه التجربة والمعمل.
٣ - ما هذه الأرواح التي يزعمون أنهم يحضرونها؟ هل هي أرواح الصالحين؟ كلا، فهؤلاء عرفوا الله عن طريق الأنبياء والمرسلين، فيستحيل أن يخرجوا على كتبهم، ويتنكبوا طريقهم، ولو أتيحت فرصة العودة إلى الدنيا ـ جدلاً ـ لما دعوا الناس في هذا الزمان إلا إلى اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، والأخذ من قرآنه، أم هي أرواح الفجار؟ كلا، فهؤلاء بعد ما غادروا الحياة ملكتهم حسرة قاتلة على زيغهم أيام الدنيا، ثم هو في أيدي حراس غلاظ شداد، قد أمسكوا بخناقهم توطئة لحسابهم الشاق، فكيف يتصور أنهم عادوا إلى الحياة الدنيا عن طريق الاتصال الروحي يستأنفون التزوير والتضليل؟ !
إننا لا نشك في أن مبادئ الروحية الحديثة هي من عبث مردة الجن الذين استغفلوا نفرًا من أبناء آدم، واصطادوهم إلى هذه المجالس؛ مجالس الأشباح والأوهام، مجالس تحضير الأرواح ـ كما يقال ـ ليملوا عليهم هذا المنكر من