للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وروى عن أيّوب بن سويد الرملي، وبشر بن بكر التنيسيّ، وسعيد بن أبي مريم، ومؤمّل بن إسماعيل.

وروى عنه مسلم في صحيحه، وابن ماجة في سننه، وأحمد بن الهيثم، وحفيده أحمد بن طاهر بن حرملة، والحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وخلق.

وكان من أكثر الناس رواية عن ابن وهب.

وعن حرملة: عادني ابن وهب في رمد كان بي، فقال لي: يا أبا حفص، لا يعاد من الرمد، ولكنّك من أهلي.

ونظر إليه أشهب، فقال: هذا خير أهل المسجد، ولم يكن أبوه كذاك.

وقال يحيى بن معين: كان أعلم الناس بابن وهب.

وقال ابن عديّ: سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاداني أن يملي علينا شيئا من حديث حرملة. فقال لي: يا بنيّ، وما تصنع بحرملة؟

حرملة ضعيف!

ثمّ أملى علينا عن حرملة ثلاثة أحاديث، لم يزدني على ذلك.

وسمعت ابن سلم يقول: أتينا أحمد بن صالح فلم يحدّثني وذلك أنّي بدأت بحرملة، ومن بدأ بحرملة لم يحدّثه أحمد. فحملت كتاب يونس بن يزيد، وكنت كتبته عن حرملة لأرضيه فخرقته بين يديه. فليتني لم أخرقه لأنّه لم يحدّثني!

وقال أحمد بن صالح: صنّف ابن وهب مائة ألف حديث وعشرين ألف حديث، فعند بعض الناس منها النصف- يعني نفسه- وعند بعض الناس منها الكلّ- يعني حرملة.

قال ابن عديّ: قال لنا محمد بن موسى: وكان أحمد بن صالح قد سمع في كتاب حرملة فأعطاه من سماعه النصف. (قال): وحديث ابن وهب كلّه عند حرملة، إلّا حديثين: حديث ينفرد به أبو الطاهر ابن السرح، وحديث يحدّث به عنه الغرباء: فحديث أبي الطاهر: كلّكم سيّد (١).

وحديث الغرباء: لا حليم إلّا ذو عثرة (٢).

قال ابن عديّ: وحرملة روى عن ابن وهب والشافعيّ ما لم يروه أحد. فأمّا ابن وهب فكان متواريا في دارهم، طلب للقضاء فتوارى عندهم فسمع منه ما لم يسمعه أحد. فحديث ابن وهب، مقطوعه ومسنده وأصنافه ونسخه، كلّها عنده إلّا ما ذكرت من هذين الحديثين.

وحدّث عن الشافعيّ بالكتب وحكايات منثورة لم يروها أحد غيره. وكتب الشافعيّ التي رواها حرملة عنه فيها زيادات كثيرة ليست عند أحد.

وحدّث عن غيرهما ممّن كتب عنه بمصر وبمكّة، وقد تبحّرت حديث حرملة الكثير وفتّشته فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعّف من أجله.

ورجل توارى ابن وهب عندهم ويكون حديثه كلّه عنده، فليس يبعد أن يغرب على غيره [] من أصحاب ابن وهب كتبا ونسخا وإفرادات ابن وهب (٣).

وأمّا حمل أحمد بن صالح عليه، فإنّ أحمد سمع في كتبه من ابن وهب فأعطاه نصف سماعه، ومنعه النصف، فتولّد بينهما العداوة من هذا.

وكان من كان يبدأ إذا دخل مصر بحرملة لا يحدّثه أحمد بن صالح، وما رأيت أحدا جمع بينهما فكتب عنهما جميعا، ورأينا أنّ من عنده حرملة


(١) في ترجمة ابن السرح: أعلام النبلاء ١٢/ ٦٢ جاء الحديث هكذا: كلّ بني آدم سيّد، الرجل سيّد أهله والمرأة سيّدة بيتها.
(٢) الجامع الصغير ٢/ ٢٠٢ وبقيّته: ولا حكيم إلّا ذو تجربة.
(٣) ما بين مرّ بعين ساقط من النبلاء ومن السبكيّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>