للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسبّ عليّ بن أبي طالب فأحضرت البيّنة عند الأمير هارون فدارى عنه وسفّه الشهود وأهانهم.

فلمّا رأى ذلك الطالبيّة أخذوا توقيعا من ابن أبّا إلى هارون بإحضار الفقهاء والمشايخ، والأخذ بما يراه أهل العلم من الواجب. فحضر البيّنة فشهدوا عليه، فقام به ابن طوسى [ ... ] فجرّد وضرب نحو الثمانين سوطا ثمّ ردّ إلى الحبس، وذلك لسبع عشرة خلت من رمضان. فلمّان كان ليلة الخميس صبيحة أربع وعشرين أخرج ميّتا. ثمّ دفن بعد العصر، وشهده خلق عظيم.

وكان فيمن شهد عليه ابن حرملة و [ ... ] وأبو [ ... ] حيّان [ ... ]، وكلّ هؤلاء عجّلت لهم العقوبة في الدنيا [ ... ] (١).

١٨٠٠ - أبو الفضل السعديّ القاضي [- ٤٤١] (٢)

محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله بن عبد الوهّاب، أبو الفضل، ابن أبي العبّاس، السعديّ، البغداديّ، القاضي، الشافعيّ.

سمع ببغداد وبتكريت والأنبار والكوفة والموصل، وبلاد الشام على جماعة. وقدم مصر فسمع على أبي يعقوب يوسف النجيرميّ اللغويّ، وعبد الغنيّ بن سعيد وخلق. وحجّ، ثمّ عاد فاستوطن مصر حتى مات بها يوم الجمعة تاسع عشر شوّال سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.

وهو من بيت القضاء والتقدّم. وكان من المرضيّين، يملي بمصر ويحدّث. وكان أبوه مالكيّ المذهب ولزم هو أبا حامد الأسفراييني وتفقّه عليه، وقد كتب عنه مشيخة أبو محمد عبد الله بن سعيد فمن بعده من الحفّاظ.

١٨٠١ - ابن القليوبيّ [٦٦٢ - ٧٢٥] (٣)

محمد بن أحمد بن عيسى بن رضوان بن عبد الله، فتح الدين، أبو عبد الله، ابن أبي العبّاس، ابن أبي الروح، الكنانيّ، العسقلانيّ، المعروف بابن القليوبيّ.

ولد في العشر الوسط (٤) من شهر رمضان سنة اثنتين وستّين وستّمائة، واشتغل على أبيه بالفقه على مذهب الشافعيّ، وبرع في الأدب، وعرف بالذكاء [٩٧ أ] والفضيلة. وولي قضاء ناحية أبيار وأشموم الرمّان من ديار مصر. ثمّ ولي قضاء مدينة صفد وأقام بها قليلا، وعاد إلى مصر. فتوهّم من قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة فحصلت بينهما وحشة أوجبت الإعراض عنه بعد الإقبال عليه، فأبعده [فألجأته الضرورة] إلى أن ناب عن قاضي المحلّة. ثمّ نافره فردّه إلى القاهرة.

وتوفّي بالقاهرة ليلة السبت ثالث عشر جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وسبعمائة، ودفن بالقرافة.

وكان واسع الكرم لا يبقي على شيء، كثير الخيال زائد التوهّم، له نوادر لطيفة. ووضع كتابا سمّاه «نتف الفضيلة في نتف اللحية الطويلة»، يعرّض [فيه] بالصدر سليمان المالكيّ، وكان يداعبه لطول لحيته ويتندّر عليه في مجالس القضاء.

[ومن شعره- المخلّع]:

تظافر الموت والغلاء ... هذا لعمري هو البلاء


(١) الفقرة الأخيرة ملحقة بجوانب الصفحة متآكلة مطموسة.
(٢) الوافي ٢/ ٦٥ (٣٦١)، السبكي ٤/ ١٠٣ (٢٩٤).
(٣) الوافي ٢/ ١٤٥ (٥٠٣)، الدرر ٣/ ٤٣٥ (٣٤٣٧)، أعيان العصر ٢/ ٤١٤ والزيادة منه. السبكيّ ٩/ ١٢٦ (١٣٠٨).
(٤) الليالي: العشر الوسط. الأيّام: العشرة الأواسط. انظر المصباح المنير في وسط وكذلك دوزي.

<<  <  ج: ص:  >  >>