للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

توفّي يوم الجمعة لتسع خلون من المحرّم سنة عشر وثلاثمائة.

٢٥٤٧ - القاضي الخصيبيّ [٣٠٣ - ٣٤٨] (١)

محمد بن عبد الله بن محمد بن الخصيب بن الصقر بن حبيب، أبو عبد الله، ابن أبي بكر، الأصبهانيّ، الخصيبيّ.

ولد سنة ثلاث وثلاثمائة. كتب الحديث ببغداد والشام ومصر. وولي أبوه قضاء مصر عن المطيع لله، فكان يخلفه إلى أن مات أبوه (٢) فتعرّض للسعي في القضاء، وركب إلى المسجد الجامع وحكم بين الناس، في النصف من المحرّم سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة بعد ما ولّاه كافور، على مال ضمنه له، وقلّده مصر والإسكندريّة والرملة وطبريّة.

فحصبه الناس في الجامع، فجاء إلى منزله واعتلّ سبعة أيّام، ومات بعد خمسة وأربعين يوما من ولايته.

وكان حاسبا كاتبا فيه أدب ورواية شعر، ويعرف كثيرا من أخبار الناس وأيّامهم.

ومدحه المتنبّي بالقصيدة التي أوّلها [البسيط] (٣):

أفاضل الناس أغراض لذا الزمن ... يخلو من الهمّ أخلاهم من الفطن

ويقال: إنّ غلاما سقاه سمّا فمات منه.

والخصيبيّ بخاء معجمة، وبعدها صاد مهملة، ثمّ ياء معجمة باثنتين من تحتها، وبعدها باء موحّدة.

٢٥٤٨ - ابن خيرة القرطبيّ [٤٨٩ - ٥٥١] (٤)

محمد بن عبد الله بن محمد بن خيرة، أبو الوليد، الأندلسيّ، القرطبيّ، الفقيه المالكيّ، الحافظ.

ولد في سنة تسع وثمانين وأربعمائة، وأخذ الفقه عن [أبي الوليد ابن رشد]، والحديث على أبي محمد بن عتّاب. وروى الموطّأ عن أبي بحر سفيان بن العاص بن سفيان، وأخذ الأدب عن أبي الحسين سراج بن عبد الملك بن سراج الأمويّ، وعن مالك بن عبد الله العتبيّ.

وخرج من قرطبة في الفتنة بعد ما درّس بها وانتفع الناس به في فروع الفقه وأصوله، وأقام بالإسكندريّة، خوفا من بني عبد المؤمن بن عليّ.

ثمّ قال: كأنّي والله بمراكبهم قد وصلت إلى الإسكندريّة- فسافر إلى مصر بعد ما روى عنه السلفيّ، وأقام بها مدّة. ثمّ قال: والله ما مصر والإسكندريّة [٥٣ أ] بمتباعد [تين]! - فسافر إلى الصعيد، وحدّث في قوص بالموطّإ. ثمّ قال: والله ما يصلون إلى مصر ويتأخّرون عن هذه البلاد! - فمضى إلى مكّة وأقام بها. ثمّ قال: وتصل إلى هذه البلاد ولا تحجّ؟ ما أنا إلّا هربت منه إليه! - ثمّ دخل اليمن. فلمّا رآها قال: هذه أرض لا يتركها [بنو عبد المؤمن]! - فتوجّه إلى الهند فأدركته وفاته بها سنة إحدى وخمسين وخمسمائة. وقيل:

بل مات بزبيد من مدن اليمن.

وكان من أجلّة الحفّاظ، متفنّنا في المعارف كلّها، جامعا لها، كثير الرواية، واسع المعرفة، حافل الأدب، من كبار فقهاء المالكيّة، يتصرّف


(١) الأعلام ٧/ ٩٧، الكندي ٤٩٣، ٥٧٩.
(٢) أبوه عبد الله له ترجمة عند الكندي ٥٧٦.
(٣) وكان الخصيبي إذ ذاك قاضي أنطاكية.
(٤) نفح الطيب ٢/ ٢٤٠ (١٥٧)، الصلة ٥٦٠ (١٣٠٢)، الديباج ٣٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>