للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحقّ ومعينه، وأنت يا معضوض (١) كما قال سبحانه: اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطانُ فَأَنْساهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولئِكَ حِزْبُ الشَّيْطانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطانِ هُمُ الْخاسِرُونَ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ.

[المجادلة: ١٩، ٢١] افعل ما بدا لك تجدني لك صابرا وبه معتصما، وأرجو أن يكون الأخذ بعضدك والقبض عليك، وأخذ ما جمعته ووعيته من فيء المسلمين، واستباحة حريمك وحريم من معك ومن وراءك، قريب [ا] على أيدي أنصارنا وأعواننا إن شاء الله.

وأمّا ما ذكرت أنّك معط إيّاي، وتحمل إليّ من الأموال كذا وكذا فلعمري لقد قلت قولا يجب لأمثالك فيه الرغبة. وأمّا المؤمنون أنصار المهديّ بالله فنهضوا لنصره بأنفس غنيّة معزوفة (٢) عن حطام الدنيا يبغون ما عند الله وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقى، [القصص: ٦٠] فَما آتانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ* ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لا قِبَلَ لَهُمْ بِها وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْها أَذِلَّةً وَهُمْ صاغِرُونَ.

[النمل: ٣٦، ٣٧] فافعل يا خصيّ (٣) ما بدا لك فإنّك تجدني إن شاء الله من الصابرين. وقد سرحت لأهل الفهم والتمييز ما أردت إن كنت ممّن يجيب ويسرع الإجابة وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى، [طه: ٤٧] والهوان لمن طغى وبغى واعتدى. فإن عزمتم أن يكون لقاؤكم لنا بجموعكم وقتا معلوما فافعلوا ذلك اختيارا لأنفسكم. والجواب لك ولمن أصبحوا مغترّين بصاحبك المعتوه، فإنّا لا نبدأ بالقتال أو نبدأ به إن شاء الله» (٤).

ومن شعره [البسيط]:

من كان يرضى بحصن يستجير به ... وقلعة ذات أجراس وأحراس

فإنّني رجل لم ترض همّته ... إلّا ببيض وأرماح وأفراس

مسوّمات جعلناها معاقلنا ... دون المعاقل في الضرّاء واليأس

ترى الغبار عليها في سنابكها ... مثل الذريرة فوق النحر والرأس (٥)

٥ وقائل قال لي، والسيف في يده ... لا تقعدنّ قعود الطاعم الكاسي

لعزّ يوم، ومأتى الموت في غده ... خير من العيش في ذلّ وأنكاس

[٨٣ ب] وقال أيضا وهو مقيم بأرض مصر من أبيات [الطويل]:

ألا إنّ حدّ السيف أشفى لذى الوصب ... وأبلغ من رجع الرسائل والكتب

وأقضى لحاج النفس في كلّ موطن ... وأحرى بردّ الحقّ يوما لذي الطلب

ألم ترني بعت الرفاهة بالسّرى ... وقمت بدين الله حقّا كما يجب؟

وحالفت جنّان الفلاة تبرّءوا ... إلى الله منكم، دائب الفكر والنصب

٥ أفكّر في أفعالكم وأموركم ... وفي دون ما عاينته أعجب العجب

أبعد نبيّ الله ثمّ ابن عمّه ... وسبطيه والهادين والسادة النّجب


- اتّزانا، فلا شتم فيها ولا تهديد. وفيها احتجاج طويل لأحقيّة أبناء عليّ بالخلافة دون سواهم، واستعراض لاغتصاب بني أميّة وبني العبّاس لها.
(١) في المخطوط: معصوص بدون إعجام.
(٢) عزف نفسه عن الدنيا (باب نصر وضرب): منعها وظلفها وكفّها.
(٣) قد هدّده منذ قليل باستباحة حريمه، وما للخصيّ من حريم بمعنى الزوجة.
(٤) هذه الرسالة وردت في عيون الأخبار ٢٠٦ بلهجة أكثر-
(٥) قراءتنا ظنيّة، نظرا لرداءة الخطّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>