للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يكون إمام المسلمين ورأسهم ... وقيّم دين الله في أرضه شغب (١)

صبرت، وفي الصبر النجاح، وربّما ... تعجّل ذو أمر فأخطا ولم يصب

إلى أن أراد الله إعزاز دينه ... فقمت بدين الله قومة محتسب

١٠ وناديت أهل الغرب دعوة واثق ... كريم العطايا، من تولّاه لم يخب

فجاءوا سراعا نحو أصيد ماجد ... ينادونني بالسمع طورا وبالرحب

فلمّا أتى الأمر الذي كنت موعدا ... به جاء نصر الله بالفتح عن كثب

وكتب إلى المهديّ بالله في وقت عودته إلى المغرب سنة اثنتين وثلاثمائة [السريع]:

الله لي ثمّ إمام الهدى ... ما ضاع من كان له الله

الله جلّ الله لي صاحب ... سقيا لمن صاحبه الله

الله لي في وجهتي ناصر ... قد عزّ من ينصره الله

الله لي في شقوتي حافظ ... طوبى لمن يحفظه الله

٥ الله فتّاح لنا شرقه ... والغرب طرّا فتح الله (٢)

الله أعطانا الذي قد ترى ... عطيّة منّ بها الله

الله قد أرسل خير الورى ... محمّدا أرسله الله

الله قد أخرج مهديّه ... وحجّة أظهرها الله

الله لي في كلّ حال كما ... كان لآبائي كذا الله

الله ربّي وإلهي، ومن ... مثلي إذا قلت: لي الله؟

الله حسبي بعد ذا كلّه ... يا حبّذا من حسبه الله!

وهذا كان من جواب كتاب كتبه إليه المهديّ وكتب فيه [الوافر]:

أتصبح في كتامة ذا انفراد ... تقابلها قياما في قيام

[٨٤ أ] إذا ما وقعة دارت رحاها ... بجزم معاصم وفلاق هام

أتت أخرى تطمّ وتعتليها ... يشيب لهولها رأس الغلام

وألتذّ الحياة بخفض عيش ... معاذ الله! والشهر الحرام!

٥ ولكنّ التجلّد لي خدين ... وسنّي ضاحك والقلب دام

عسى الرحمن يجمعنا وشيكا ... وقد تمّت لنا رتب الكرام

فأنقع غلّتي بك واشتياقي ... إليك بحمد ذي المنن الجسام (٣)

وقال يفخر بنفسه وآبائه، ويذكر ما فتح من البلاد، ويهجو خلفاء بني العبّاس، ويذكر شغب أمّ المقتدر [الطويل]:


(١) شغب هي أمّ المقتدر الخليفة العبّاسيّ. واتّهامها هنا بالعبث في شؤون الخلافة لا يخلو من إفراط. ولقد لقيت العذاب والعنت بعد مقتل ابنها. انظر خبرها في الكامل ٨/ ٧٤ - ٧٨.
(٢) هذا البيت يعلن عزم العبيديّين على امتلاك الشرق أيضا، وهو يخرج عن الصبغة الابتهاليّة الصوفيّة الظاهرة في سائر الأبيات.
(٣) هذه الأبيات للمهدي، أوردها الداعي إدريس في عيون الأخبار ١٩١، ونقلها كذلك صاحب كتاب العيون والحدائق ١٦٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>