للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسمع أبو طالب بديار مصر من أبي الحسن عليّ بن إبراهيم بن نجا الواعظ وامرأته فاطمة بنت سعد الخير، وأبي القاسم هبة الله بن عليّ البوصيريّ، وأبي يعقوب يوسف بن هبة الله بن الطفيل. وكتب عنه الحفّاظ أبو محمد المنذريّ، وأبو الحسين يحيى بن عليّ القرشيّ، وأبو عبد الله ابن النجّار، وسمع منه أبو محمد الدمياطيّ (١).

وتوفّي بالقاهرة يوم الأربعاء العشرين من ذي القعدة سنة اثنتين وأربعين وستّمائة، ودفن قريبا من الدينوري بالقرافة، بعد ما صلّى عليه ولده شرف الدين عليّ.

ومن شعره قوله [البسيط]:

أستغفر الله في حلّي وفي ظعني ... إنّ الزمان غليظ القول أسمعني

كأنّني كنت بيتا ما أقام له ... وزنا، وكان عروضيّا فقطّعني

واتّفق في سنة ستّ عشرة وستّمائة أنّه قدم من الإسكندريّة إلى القاهرة رجل معه بغل، زعم أنّه رأى في منامه أنّ هذا البغل إذا مضى به إلى بيت المقدس وخلّى عنه، سار حتى يقف بمكان، فإذا حفر حيث وقف، يوجد بلاطة تحتها رمل أصفر، متى أخذ منه شيء ونثر بين الفرنج المحاصرين لمدينة دمياط، هلكوا بأسرهم أو رحلوا [١٤٥ أ] عن المدينة. فاجتمع على ذلك الرجل وعلى ذلك البغل من العالم ما لا يحصي عددهم إلّا الله تعالى. فقال أبو طالب في ذلك [المنسرح]:

لا تطعنوا في رواية الكتب ... ولا الذي ضمّنته من عجب

ولا حديث التوراة عن خبر ال ... عجل المصوغ المصنوع من ذهب

أليس في عام ستّ عشرة في ... شهر جمادى المفضي إلى رجب

ضلّ ببغل في مصر طائفة ... وعظّموه فصيّروه نبيّ؟

٥ وقيل هذا يمضي إلى بلد ال ... قدس فيأتي بفرجة الكرب

يأتي برمل إلى الفرنج بدم ... ياط فيفضي بهم إلى العطب

فمن نجا منهم وعاش فلل ... ساعة والوقت جدّ في الهرب

٢٧٩١ - ابن العدّاس [- بعد ٤٠٠]

[١٤٦ أ] محمد بن عليّ بن عمر بن العدّاس، أبو عبد الله، ابن أبي الحسن، الكاتب.

خلع عليه الحاكم بأمر الله أبو علي منصور مع أبيه في رابع عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة (٢) وحمله.

فلمّا قتل الحاكم أباه وحرّقه بالنار (٣) اختلّت حاله. ثمّ تصرّف في كتابة الخراج، وولي ديوانه إلى أن سخط عليه الحاكم وقطع يده في يوم الاثنين خامس عشرين جمادى الأولى سنة تسع وتسعين وثلاثمائة.

ثمّ خلع عليه في يوم الثلاثاء سابع محرّم سنة أربعمائة.

٢٧٩٢ - أبو بكر ابن الجبّان [- نحو ٤٠٥]

[١٤٦ ب] محمد بن عليّ بن عيسى بن


(١) فاجدا ١١٥.
(٢) في الاتّعاظ ٢/ ٤٤، كان ذلك سنة ٣٩٢.
(٣) في النجوم الزاهرة لابن سعيد ٧٠ أنّ علي بن العدّاس قتل سنة ٣٩٣. وذكر ابن القلانسي (ذيل ٦١)، أنّ قتله كان على يد مسعود السيفيّ بأمر من الحاكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>