للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد الله بن الجدّ، وأبي الوليد [ ... ] بن أبي أيّوب الحضرميّ، وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله. وقدم عليه إشبيلية أبو محمد عبد المنعم ابن محمد الخزرجيّ فسمع منه، وأبو جعفر بن مضاء (١). واختصّ بمحمّد بن يحيى فقرأ عليه القرآن بالروايات. وسمع بمرسية من القاضي أبي بكر ابن أبي جمرة وغيره. وذكر أنّه لقي عبد الحقّ ابن عبد الرحمن ببجاية، وفي ذلك نظر (٢).

قال كاتبه (٣): قال الشيخ محيي الدين في إجازته للملك المظفّر غازي ابن العادل أبي بكر بن أيّوب: ومن شيوخنا الأندلسيّين أبو محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزديّ الإشبيليّ رحمه الله، حدّثني بجميع مصنّفاته في الحديث، وعيّن لي من أسمائها: تلقين المهتدي، والأحكام الكبرى، والوسطى، والصغرى، وكتاب التهجّد، وكتاب العاقبة ونظمه ونثره، وحدّثني بكتب الإمام أبي محمد عليّ بن أحمد بن حزم عن أبي الحسن شريح بن محمد بن شريح عنه [انتهى] (٤).

... وأنّ الحافظ (٥) السلفيّ أجاز له، وأحسبها الإجازة العامّة. وله تواليف. وكان مقتدرا على الكلام، ولعلّه ما سلم من الكلام. وكان ظاهريّ المذهب في العبادات، باطنيّ النظر في الاعتقادات.

قال ابن النجّار: توفّي ليلة الجمعة الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثمان وثلاثين وستّمائة بدمشق. ودفن يوم الجمعة بجبل قاسيون.

واتّفق أنّه لمّا أقام ببلاد الروم، ركّبه ذات يوم الملك، فقال: هذا بدعوة الأسود. فسئل عن ذلك، فقال: خدمت بمكّة بعض الصلحاء، فقال لي يوما: اللهيذلّ لك أعزّ خلقه.

وأمر له ملك الروم مرّة بدار تساوي مائة ألف درهم. فلمّا دخلها وأقام بها، مرّ به في بعض الأيّام سائل فقال: شيء لله!

فقال: ما عندي غير هذه الدار، خذها لك!

فتسلّمها السائل وصارت له.

وقد نقل عن الشيخ عزّ الدين عبد العزيز بن عبد السلام أنّه قال عن ابن العربيّ: هذا شيخ سوء كذّاب، يقول بقدم العالم، ولا يحرّم فرجا- وفي رواية: شيخ سوء كذّاب مقبوح يقول بقدم العالم ولا يرى تحريم فرج- وأنّه سئل عن كذبه فقال:

كان ينكر تزويج الإنس بالجنّ ويقول: الجنّ روح لطيف، والإنس جسم كثيف لا يجتمعان- ثمّ زعم أنّه تزوّج امرأة من الجنّ وأقامت معه مدّة ثمّ ضربته بعظم جمل فشجّته- وأرانا شجّة بوجهه وقد برئت.

ويقال أيضا أنّه خرج هو [ ... ] ابن سراقة العامريّ من باب الفراديس بدمشق، فقال: بعد كذا وكذا ألف سنة يخرج ابن العربيّ وابن سراقة من هذا الباب على هذه الهيئة.

وقال في حقّه شمس الدين محمد بن عثمان الذهبيّ: له توسّع في الكلام وذكاء وقوّة خاطر وحافظة وتدقيق في التصوّف وتواليف جمّة في العرفان لولا شطحه في كلامه وشعره. لعلّ ذلك


(١) في النفح ٢/ ١٦٤: ابن مصلّي.
(٢) الشكّ من ابن مسدي أو من المقريزيّ نفسه.
(٣) هذه العبارة تعني في العادة تعليقا من المقريزيّ: ولكنّها في النفح ٢/ ١٦٤ عوّضت ب «قلت: لا نظر في ذلك، فإنّ سيدي الشيخ محيي الدين إلخ ... »، ولا ندري من صاحب التثبيت.
(٤) انتهى النقل عن مثبت اللقاء مع أبي محمد الإشبيليّ، ولم يذكر المقريزيّ عبارة النهاية، كما يذكرها بعده المقريّ.
(٥) عطف على: وذكر أنّه لقي عبد الحقّ ... وقد مرّ قبل الاستطراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>