للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان قد بلغ التتار قدومه، فأقبل إليه قرابغا أحد مقدّميهم من بغداد، ومعه خمسة آلاف فارس حتّى نزل الأنبار ونهبها وقتل أهلها. والتقى مع الخليفة، فرتّب الخليفة جموعه، وجعل العرب والتركمان في جناحي العسكر وأوقف خاصّته في القلب، وحمل بنفسه على التتار حملة صادقةكسر فيها مقدّمتهم. فخذله العرب والتركمان لإمساكهم عن القتال. وخرج مع ذلك كمين التتار [٥٣ ب] فلم يثبت العرب والتركمان وفرّوا بأجمعهم، فأحاط التتار بمن بقي في القلب، وفرّ الحاكم أحمد (١)، والأمير ناصر الدين عيسى بن مهنّا، والأمير ناصر الدين ابن صيرم، والأمير سابق الدين بوزبا الصيرفيّ، والأمير أسد الدين محمود، ومعهم نحو الخمسين من الأجناد.

وأمّا الخليفة فإنّه قاتل قتالا كبيرا، ولم يوقف له على خبر. فقيل: قتل في المعركة [في ثالث المحرّم سنة ٦٦٠]. وقيل: جرح، ومضى في طائفة من العرب فمات عندهم. وقيل: بل قتل قبالة الفلوجة قريبا من الحلّة السيفيّة في يوم الأحد رابع عشرين ذي الحجّة سنة تسع وخمسين وستّمائة، بيد التتار، ولم يكمل له في الخلافة سنة.

ويقال: إنّ النفقة بلغت عليه وعلى الملوك المواصلة ألف ألف دينار وستّين ألف دينار عينا.

وكان شديد السمرة جسيما شجاعا، رحمه الله.

٦٥٤ - أبو سعد الماليني (طاوس الفقراء) [- ٤١٢] (٢)

[٥٣ ب] أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد

الله بن حفص بن الخليل، أبو سعد، الأنصاريّ، الهرويّ، المالينيّ، الصوفيّ، الحافظ، طاوس الفقراء، وأحد الرحّالين في طلب الحديث، والمكثرين منه.

كتب ببلاد خراسان، وما وراء النهر، وببلاد فارس وجرجان والريّ وأصبهان، والبصرة، وبغداد، والكوفة، وبلاد الشام ومصر. ولقي عامّة الشيوخ والحفّاظ الذين عاصرهم.

وحدّث عن محمد بن عبد الله السليطيّ، ومحمد بن الحسن بن إسماعيل السرّاج، وعبد الله بن عديّ، وأبي بكر الإسماعيليّ، والحسن بن رشيق المصريّ، وخلق يطول ذكرهم.

وسمع الكتب الطوال، والمصنّفات الكبار.

وحدّث ببغداد غير مرّة.

وخرج إلى مكّة، ومضى منها إلى مصر فأقام بها حتّى مات فيها [١٥١ ب] يوم الثلاثاء سابع عشر شوّال سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.

قال الخطيب: كان ثقة صدوقا متقنا خيّرا صالحا فاضلا.

وقال أبو نصر ابن ماكولا: كان جوّالا مكثرا.

قال لي أبو إسحاق الحبّال: كأنّ الإسناد كان يمسك له في البلاد حتّى يدركه .. جاء إلى مصر فأدرك ابن رشيق وعاش وعاد إلى مصر وحدّث بها كثيرا.

٦٥٥ - كمال الدين ابن الشريشيّ [٦٥٣ - ٧١٨] (٣)

[٥٤ أ] أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن سحمان، الفقيه كمال الدين، أبو العبّاس، ابن


(١) في السلوك ١/ ٤٦٧: ... الذي قدم إلى مصر وتلقّب بالحاكم بأمر الله. وانظر السلوك ١/ ٤٦٢ هامش ٤.
(٢) الزركلي ١/ ٢٠٣، الوافي ٧/ ٣٣٠ (٣٣٢٥)، تاريخ بغداد ٤/ ٣٧١ (٢٢٤٣)، السبكي ٤/ ٥٩ (٢٦٨)، شذرات ٣/ ١٩٥.
(٣) الوافي ٧/ ٣٣٧ (٣٣٣٢) - وأعيان العصر ١/ ٣١٧ (١٦٥) - بغية الوعاة رقم ٢٩٣ - الدرر الكامنة ١/ ٢٥٢ (٦٤٦) - الدارس في تاريخ المدارس ١/ ٢٥ - فوات ١/ ١٢٠ (٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>