للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله بن طاهر فشنّعه سعيد بن عفير (١). حدّثني علي بن الحسن بن قديد بن يحيى بن عثمان بن صالح عن أبي يعقوب [٢٠٦ ب] يوسف بن يحيى البويطيّ، حدّثه أنّه كان حاضرا في مجلس ابن طاهر حين أمر بإحضار شيوخ أهل مصر (قال) فقال لنا عبد الله بن طاهر: «إني جمعتكم لترتادوا لأنفسكم قاضيا». فكان أوّل من تكلّم يحيى [بن عبد الله] بن بكير فقال: أصلح الله الأمير، ولّ قضاءنا من رأيت، وجنّبنا رجلين: لا تولّ قضاءنا غريبا ولا زرّاعا- يعرّض بالغريب لإبراهيم بن الجرّاح، وبالزرّاع عيسى بن فليح.

ثمّ تكلّم أبو ضمرة الزيدي (٢) فقال: أصلح الله الأمير، أصبغ بن الفرج الفقيه العالم الورع- وأصبغ حاضر المجلس.

فقال سعيد [بن كثير] بن عفير: ما بال أبناء القمامصة (٣) والصبّاغين يذكرون لهذه المواضع التي لم يجعلهم الله لها أهلا؟

فقام أصبغ وأخذ بمجامع ثوب سعيد بن عفير وقال له: إنّك لشيطان مفتر! من أين علمت أنّي من أبناء الصبّاغين؟ - وارتفع الأمر بينهما حتى كادت أن تكون فتنة. فذكر عبد الله بن عبد الحكم عيسى بن المنكدر وأثنى عليه بخير، فقلّده ابن طاهر القضاء (٤).

وذكر زيد بن أبي زيد بن أبي الغمر عن أحمد [بن يحيى] بن وزير قال: كان أصبغ بن الفرج خبيث اللسان لا يسلم منه أحد. إنّما كان لسانه صاعقة!

وتفقّه أصبغ بابن القاسم وابن وهب وأشهب.

وقال عبد الملك بن الماجشون: ما أخرجت مصر مثل أصبغ.

قيل له: ولا ابن القاسم؟

فقال: ولا ابن القاسم!

وكان كاتب ابن وهب.

وقال ابن معين: كان من أعلم خلق الله برأي مالك، يعرف كلّ مسألة متى قالها مالك، ومن خالفه فيها.

وقال أبو حاتم: كان أجلّ أصحاب [١٩٧ ب] ابن وهب، وهو صدوق. وقد روى عن ابن وهب، وأسامة بن زيد بن أسلم، وعبد العزيز الدراوردي، وابن القاسم.

وعنه أبو حاتم، ومحمد بن إسماعيل الترمذيّ، ومحمد بن عون، ويحيى بن عثمان السهميّ، وخلق. وروى عنه البخاري، وروى له الترمذيّ والنسائيّ بواسطة.

وقال العجليّ: ثقة صاحب سنّة.

٧٩٥ - أصلم القبجاقي [- ٧٤٧] (٥)

[١٨٨ أ] أصلم القبجاقي، الأمير بهاء الدين، أحد المماليك المنصوريّة قلاوون.

ربّي بقلعة الجبل إلى أن قتل الملك الأشرف خليل، وأقيم بعده الملك الناصر محمد بن قلاوون وعمل الأمير كتبغا نائب السلطنة، وفرّق المماليك السلطانية، وكان أصلم من نصيب الأمير سيف الدين الأقوش المنصوريّ، ثم انتقل إلى الأمير سلار فلزم خدمته. وعمله سلاح دار إلى أن


(١) الحادثة رواها الكندي في كتاب الولاة والقضاة ٤٣٤.
(٢) عند الكندي ٤٣٣: الزهريّ.
(٣) كان جدّه عتيق عبد العزيز بن مروان والي مصر (الوفيات ١/ ٢٤٠) فلعلّه من الموالي الأقباط فلذلك قيل له: قمّص ج قمامصة والقمّص رتبة كنسيّة عندهم (دوزي).
(٤) سنة ٢١٢.
(٥) الوافي ٩/ ٢٨٥ (٤٢١١)؛ الدرر ١/ ٤١٦ (٩٩٣)؛ النجوم ١٠/ ١٧٤؛ المنهل ٢/ ٤٥٥؛ الخطط ٢/ ٣٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>