مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ دَفَنَّا رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ بَاكِرًا، ثُمَّ قَالَ لِي الْحُمَيْدِيُّ: هَلْ لَكَ بِنَا فِي الرَّجُلِ، قُلْتُ: نَعَمْ، فَخَرَجْنَا نُرِيدُهُ، فَلَمَّا كُنَّا بِقَصْرِ دَاوُدَ بْنِ عِيسَى لَقِينَا ابْنَ عَمٍّ لَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أَرَدْنَا أَبَا الْعَبَّاسِ، فَقَالَ: يَرْحَمُ اللهِ أَبَا الْعَبَّاسِ مَاتَ أَمْسِ، فَقَالَ الْحُمَيْدِيُّ: هَذِهِ حَسْرَةٌ ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَسْمَعُهُ مِنْكَ، فَدَخَلْنَا عَلَى سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ، وَهُوَ يُحَدِّثُ، فَلَمَّا افْتَرَقَ النَّاسُ دَنَا مِنْهُ فَقَالَ لِي: حَدِّثْ أَبَا عُثْمَانَ حَدِيثَ الْجُرَيْجِيِّ، فَحَدَّثْتُهُ، فَقَالَ سَعِيدٌ: قَطَعَ هَذَا كُلَّ عِلَّةٍ، فَقُلْتُ لِلْحُمَيْدِيِّ: مَا قَطَعَ كُلَّ عِلَّةٍ، فَقَالَ لِي: إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا مِنْ رَسُولِ، وَأَنَّهُ لَا يُقَاسُ بِهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ، فَلَمَّا أَنْ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ مَا قَالَ عَلِمْنَا أَنَّ عَلِيًّا لَيْسَ بِنَبِيٍّ وَلَا مُرْسَلٍ، فَقَطَعَ كُلَّ عِلَّةٍ.
آخر الكتاب وصلى الله على محمد وآله وسلم (١).
* * *
(١) في (ب): «تم الكتاب بحمد الله ومَنه، عورض به فصح».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute