للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمَّا موقفها يوم «الخندق» فله قصَّةٌ قصيرةٌ مثيرةٌ سُداها الدَّهاء والذَّكاء، ولُحمتُها (١) , البسالةُ والحزم ...

فإليك (٢) خبرها كما وعته كتب التَّاريخ.

****

لقد كان من عادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا عزم على غزوة من الغزوات أن يضع النِّساء والذَّراري في الحصون خشية أن يغدر بالمدينة غادرٌ في غيبة حماتها.

فلمَّا كان يوم «الخندق» جعل نساءه وعمَّته وطائفة من نساء المسلمين في حصن لحسَّان بن ثابت (٣) ورثه عن آبائه، وكان من أمنع حصون المدينة مناعةً وأبعدها منالاً.

وبينما كان المسلمون يرابطون على حوافِّ (٤)


(١) السُّدى: الخيوط الطوليَّة للنسيج، واللحمة: الخيوط العرضية.
(٢) إليك خبرها: خذ خبرها.
(٣) حسَّان بن ثابت: شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمدافع عن الإسلام بشعره، توفي وله مائة وعشرون سنة قضى نصفها في الجاهلية ونصفها في الإسلام.
(٤) حواف الخندق: إطرافه.

<<  <   >  >>