للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فتكثر" دليل على من سوى الراشدين فإنهم لم يكونوا كثيرًا. [مجموع الفتاوى (٣٣/ ١٤)].
قلنا: ولو أضاف الإمام ابن تيمية رحمه الله دليلًا آخر لكان أحسن ألا وهو ما أخرجه البخاري في صحيحه عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "يكون اثنا عشر أميرًا" فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: "كلهم من قريش" [صحيح البخاري كتاب الأحكام (ح ٧٢٢٢)].
وفي رواية مسلم: "اثنا عشر خليفة" وفي رواية أبي داود في سننه "اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة".
قلنا: ولقد أجمعت الأمة على بيعة أمير المؤمنين معاوية وسمي ذلك العام بعام الجماعة فكيف لا يطلق عليه اسم خليفة؟
قال المباركفوري: المراد بخلافة النبوة هي الخلافة الكاملة وهي منحصرة في الخمسة فلا يعارض الحديث "لا يزال هذا الدين قائمًا حتى يملك اثنا عشر خليفة" لأن المراد به مطلق الخليفة. [تحفة الأحوذي (٦/ ٣٩٦)].
ولقد استوقفتنا عبارات الأستاذ الفاضل محمد قطب ومنها قوله: ولقد عمل الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز على تصحيح الأوضاع والرجوع إلى الصورة المثالية التي كانت عليها زمن الخلفاء الراشدين ... إلخ.
ولا أحد يختلف مع الأستاذ محمد قطب في عدالة أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز وصلاحه وزهده ... إلخ، ولكن الذي يعاتب عليه الأستاذ محمد أنه في الوقت الذي أشاد بعامين ونصف من عهد عمر بن عبد العزيز وأثنى عليه .. فإنه لم يول ذلك الإهتمام بعقدين من الزمان من عهد أمير المؤمنين معاوية نعِمَ الناس فيها بالأمن والأمان والجهاد قائم، والمسلمون في عز وكرامة وفي مقدمتهم أئمة أهل البيت.
وإذا صار عمر بن عبد العزيز خليفةً راشدًا - بالقياس لا بالنص وهو تابعي فإن أمير المؤمنين معاوية أولى بذلك اللقب وهو صحابي جليل وكاتب وحي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو خير من عمر بن عبد العزيز بنص حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "خير القرون قرني".
ولقد سئل المعافي بن عمران، أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز؟
فقال: أتجعل رجلًا من الصحابة مثل رجل من التابعين؟ ! معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله [البداية والنهاية (٨/ ١٣٨)].
وإذا كان الخليفة عمر بن عبد العزيز قد أكرم آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسنتين ونصف فإن أمير المؤمنين معاوية قد أكرم آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحباهم بكرمه وسخائه واحترامه لعقدين من الزمان حكيم فيها أرض الخلافة الإسلامية، وأئمة أهل البيت يومها على أحسن حال، وكان مروان واليًا لمعاوية على المدينة فكان الحسن والحسين يصليان خلفه أيام سيدنا معاوية ولم =

<<  <  ج: ص:  >  >>