الأولى: من طريق التالف أبي مخنف. والثانية: من طريق الأخباري الصدوق المداني عن شيخه المفضل بن محمد وهو ثقة إذا روى في التاريخ فقط على رأي الخطيب البغدادي ولعل هذه هي المرة الأولى التي نذكر فيها رواية أبي مخنف في قسم الصحيح لخلوها من نكارة أو طعن في عدالة الصحابة ولموافقتها (في أغلب المتن لرواية المدائني عن المفضل ولا نقطع بصحة الحوار الذي دار بين الحجاج وأمراءه وغيره من تفاصيل. ولكن الرواية أقرب إلى الصحة (ونعني أصل الرواية). ولقد أخذنا على أنفسنا أن نستنفذ كافة السبل المتاحة والمقبولة لإنقاذ العدد الأكبر من الروايات التاريخية وانتشالها من بين ركام التلفيقات والأكاذيب والأغاليط ووضعها في قسم الصحيح وحسب الضوابط التي كررناها مرارًا. وما أبرئ نفسي ولا أدعي العصمة من السهو والخطأ والنسيان.