للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمكذّب رأي؛ فقال ابن الأشعث: والله لأفعلنّ؛ ولأعلمنّ ابنَ زياد أني قد أمَّنتُك (١). (٥: ٣٧٣ - ٣٧٥).

قال أبو مخنف: فحدّثني جعفر بن حذيفة الطائيّ -وقد عرف سعيد بن شيبان الحديث- قال: دعا محمد بن الأشعث إياس بن العثل الطائيّ من بني مالك بن عَمرو بن ثمامة، وكان شاعرًا، وكان لمحمد زَوّارًا، فقال له: إِلْقَ حسينًا فأبلغه هذا الكتاب، وكتب فيه الذي أمره ابن عَقِيل، وقال له: هذا زادُك وجَهازُكَ، ومُتْعة لعيالك؛ فقال: من أين لي براحلة، فإنّ راحلتي قد أنضيْتُها؟ قال: هذه راحلة فاركْبها برَحلها، ثم خرج فاستقبله بزُبالةَ لأربع ليال، فأخبره الخبر، وبلَّغه الرسالة، فقال له حسين: كلُّ ما حُمَّ نازل، وعند الله نحتسب أنفسَنا، وفساد أمَّتنا.

وقد كان مسلم بن عَقِيل حيث تحوَّل إلى دار هانئ بن عروة وبايَعه ثمانية عشر ألفًا، قدّم كتابًا إلى حسين مع عابس بن أبي شبيب الشاكريّ: أما بعد، فإن الرائد لا يَكْذِب أهلَه، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفًا، فعجّل الإقبالَ حين يأتيك كتابي، فإنّ الناس كلهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوَىً؛ والسلام.

وأقبل محمد بن الأشعث بابن عَقِيل إلى باب القصر، فاستأذن فأذِن له، فأخبر عبيد الله خبرَ ابن عَقِيل وضرب بُكيْر إياه، فقال: بُعْدًا له! فأخبره محمد بن الأشعث بما كان منه وما كان من أمانه إيَّاه، فقال عبيد الله: ما أنت والأمان! كأنا أرسلْناك تؤمِّنُه! إنما أرسلناك لتأتيَنا به؛ فسكت. وانتهى ابن عِقيل إلى باب القصر وهو عطشان، وعلى باب القصر ناسٌ جلوس ينتظرون الإذن، منهم عمارة بن عُقبة بن أبي مُعَيْط، وعمرو بن حُريث، ومسلم بن عمرو، وكثير بن شهاب. (٥: ٣٧٥) (٢).

قال أبو مخنف: فحدّثني قُدامة بن سعد: أنّ مسلم بن عَقيل حين انتهى إلى باب القصر فإذا قُلَّة باردة موضوعة على الباب، فقال ابن عَقِيل: اسقُوني من هذا


(١) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.
(٢) في إسنادها لوط بن يحيى التالف الهالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>