للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذوا خزّان بيت المال وصاحب البريد، وأرسل إلى كلِّ من كان يحذره فأُخِذ. وأرسل يزيد من ليلته إلى محمد بن عبيدة - مولي معيد ابن العاص، وهو على بعلبكَّ - فأخذه، وأرسل من ليلته إلى عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف، فأخذه ووجّه إلى الثنية إلى أصحابه ليأتوه، وقال للبوابين: لا تفتحوا الباب غدوةً إلا لمن أخبركم بشعارنا. فتركوا الأبواب بالسلاسل، وكان في المسجد سلاح كثير قدم به سليمان بن هشام من الجزيرة، ولم يكن الخزّان قبضوه، فأصابوا سلاحًا كثيرًا، فلما أصبحوا جاء أهل المِزّة وابن عصام، فما انتصف النهار حتى تبايع الناس، ويزيد يتمثل [قول النابغة]:

إذا اسْتُنْزِلوا عَنْهُنَّ لِلطَّعْنِ أرْقَلوا ... إلى المَوْتِ إِرْقَالَ الجمالِ المصاعبِ

فجعل أصحاب يزيد يتعجّبون، ويقولون: انظروا إلى هذا، هو قبيل الصبح يُسبّح، وهو الآن ينشد الشعر! [٧/ ٢٣٩ - ٢٤١].

وحدّثني أحمد، عن علي، عن عمرو بن مروان الكلبيّ، قال: حدّثني دُكين بن الشّماخ الكلبيّ وأبو عِلاقة بن صالح السَّلامانيّ أن يزيد بن الوليد نادي بأمره منادٍ: من ينتدب إلى الفاسق وله ألف درهم؟ فاجتمع إليه أقل من ألف رجل، فأمر رجلًا فنادي: مَنْ ينتدب إلى الفاسق وله ألف وخمسمئة؟

فانتدب إليه يومئذ ألف وخمسمئة، فعقد لمنصور بن جُمْهور على طائفة، وعقد ليعقوب بن عبد الرحمن بن سُلَيم الكَلبيّ على طائفة أخرى، وعقد لهَرِم بن عبد الله بن دِحيْة على طائفة أخرى، وعقد لحُميد بن حبيب اللخميّ على طائفة أخرى، وعليهم جميعًا عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، فخرج عبد العزيز فعسكر بالحِيرة (١).

وحدّثني (٢) أحمد بن زهير، قال: حدّثنا عليّ، عن عمرو بن مروان الكلبيّ، قال: حدّثني يعقوب بن إبراهيم بن الوليد أنّ مولىً للوليد لما خرج يزيد بن الوليد، خرج على فرس له، فأتي الوليد من يومه، فنفق فرسُه حين بلغه، فأخبر الوليد الخبر، فضربه مئة سوط وحبسه، ثم دعا أبا محمد بن


(١) الأغاني: ٧: ٨٧.
(٢) الأغاني: ٧: ٧٩ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>