للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن الوليد بالبرّيّة، فوافاه ثمانمئة، فسار، فتلقاهم ثَقَل (١) الوليد فأخذوه، ونزلوا قريبًا من الوليد، فأتاه رسول العباس بن الوليد: إني آتيك، فقال الوليد: أخرجوا سريرًا، فأخرجوا سريرًا فجلس عليه وقال: أعليّ توثّب الرجال، وأنا أثِبُ على الأسد وأتخصّرُ (٢) الأفاعي! وهم ينتظرون العباس، فقاتلهم عبد العزيز، وعلي الميمنة عمرو بن حُوَيّ السَّكسَكيّ وعلي المقدّمة منصور بن جُمهور وعلى الرّجالة عُمارة بن أبي كلثم الأزديّ، ودعا عبد العزيز ببغل له أدْهم فركبه، وبعث إليهم زياد بن حصين الكلبيّ، يدعوهم إلى كتاب الله وسنة نبيّه، فقتله قطريّ مولي الوليد، فانكشف أصحابُ يزيدُ، فترجّل عبد العزيز، فكرّ أصحابه، وقد قتل من أصحابه عدّة، وحملت رؤوسهم إلى الوليد وهو على باب حصن البَخْراء قد أخرج لواء مروان بن الحكم الذي كان عقده بالجابِية، وقتِل من أصحاب الوليد بن يزيد عثمان الخَشَبيّ، قتله جناح بن نعيم الكلبيّ، وكان من أولاد الخشبيّة الذين كانوا مع المختار.

وبلغ عبدَ العزيز مسيرُ العباس بن الوليد، فأرسل منصور بن جُمهور في خيل، وقال: إنكم تلقون العباس في الشِّعْب، ومعه بنوه [في الشِّعب] فخذوهم، فخرج منصور في الخيل فلما صاروا بالشِّعب إذا هم بالعباس في ثلاثين من بنيه، فقالوا له: اعدل إلى عبد العزيز، فشتَمهم، فقال له منصور: والله لئن تقدّمتَ لأنفُذنّ حَصيَنك - يعني درعك - وقال نوح بن عمرو بن حُوَيّ السكسكيُّ: الذي لقي العباسَ بن الوليد يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم الكلبيّ - فعدل به إلى عبد العزيز، فأبي عليه فقال: يا بن قُسْطنْطِين، لئن أبيتَ لأضربنّ الذي فيه عيناك، فنظر العباس إلى هَرِم بن عبد الله بن دحية، فقال: مَنْ هذا؟ قال: يعقوب بن عبد الرحمن بن سليم، قال: أما والله إن كان لبغيضًا إلى أبيه أن يقف ابنُه هذا الموقف؛ وعدل به إلى عسكر عبد العزيز، ولم يكن مع العباس أصحابه، كان تقدّمهم مع بنيه، فقال: إنه لله! فأتوا به عبد العزيز، فقال له: بايع لأخيك يزيد بن الوليد، فبايع ووقف ونصبوا راية، وقالا: هذه راية العباس بن الوليد، وقد بايع لأمير المؤمنين يزيد بن الوليد، فقال العباس:


(١) الثقل: المتاع. القاموس المحيط ص ١٢٥٦.
(٢) تخصر: أخذ المخصرة بيده. القاموس المحيط ص ٤٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>