للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه، فنزل من الحائط عشرة: منصور بن جمهور وحبال بن عمرو الكلبيّ وعبد الرحمن بن عَجْلان مولي يزيد بن عبد الملك وحميد بن نصر اللخْميّ والسريّ بن زياد بن أبي كبشة وعبد السلام اللخْميّ، فضربه عبد السلام على رأسه، وضربه السريّ على وجهه، وجرُّوه بين خمسة ليخرجوه (١)، فصاحت امرأة كانت معه في الدار، فكفّوا عنه ولم يخرجوه، واحتزّ أبو علاقة القُضاعيّ رأسه، فأخذ عَقَبًا (١) فخاط الضَّرْبة التي في وجهه، وقدم بالرأس على يزيد رَوْح بن مقبل، وقال: أبشر يا أمير المؤمنين بقتل الفاسق الوليد وأسْرِ من كان معه، والعباس - ويزيد يتغدّي - فسجد ومَن كان معه، وقام يزيد بن عنبسة السّكسكِيّ، وأخذ بيد يزيد، وقال: قم يا أمير المؤمنين، وأبشر بنصر الله، فاختلج يزيد يده من كفّه، وقال: اللهمَّ إن كان هذا لك رضًا فسدّدني، وقال ليزيد بن عنبسة: هل كلّمكم الوليد؟ قال: نعم، كلّمني من وراء الباب، وقال: أما فيكم (٢) ذو حسب فأكلّمه! فكلمته ووبّخته، فقال: حسبُك، فقد لعمري أغرقت وأكثرت، أما والله لا يُرْتَقُ فتقكم، ولا يُلمّ شعثكم، ولا تجمع كلمتكم. [٧/ ٢٤٣ - ٢٤٧].

وحدّثني أحمد عن عليّ، عن عمرو بن مَرْوان الكلبيّ، قال: حدّثني المثنّى بن معاوية، قال: أقبل الوليد فنزل اللؤلؤة، وأمر ابنه الحَكم والمؤمّل بن العباس أن يفرضا لمن أتاهما ستين دينارًا في العطاء، فأقبلتُ أنا وابن عمّي سليمان بن محمد بن عبد الله إلى عَسْكر الوليد، فقرّبني المؤمّل وأدناني، وقال: أدخلِك على أمير المؤمنين، وأكلّمه حتى يفرض لك في مئة دينار.

قال المثنّى: فخرج الوليد من اللؤلؤة فنزل المليكة، فأتاه رسول عمرو بن قيس من حِمْص يخبره أن عمرًا قد وجَّه إليه خمسمئة فارس، عليهم عبد الرحمن بن أبي الجَنوب البهرانيّ، فدعا الوليد الضّحاك بن أيمن من بني عوف بن كلب، فأمره أن يأتيَ ابن أبي الجنَوب - وهو بالغُوَير - فيستعجله، ثم يأتي الوليد بالملكية، فلما أصبح أمر الناس بالرّحيل، وخرج على برْذون كُمَيت، عليه قبَاء خَزّ وعمامة خز، محتزمًا برَيْطة رقيقة قد طواها، وعلى كتفيه


(١) العقب: العصب الذي تعمل منه الأوتار. القاموس المحيط ص ١٤٩.
(٢) ح: "ما".

<<  <  ج: ص:  >  >>