للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَيْطة صفراء فوق السيف، فلقيه بنو سليم بن كيسان في ستة عشر فارسًا ثم سار قليلًا، فتلقَّاه بنو النعمان بن بشير في فوارس، ثم أتاه الوليد ابن أخي الأبرش في بني عامر من كَلْب، فحمله الوليد وكساه، وسار الوليد على الطريق ثم عدل في تَلْعة يقال لها المشبهة، فلقيه ابنُ أبي الجنوب في أهل حِمْص، ثم أتي البَخْراء، فضجّ أهلُ العسكر، وقالوا: ليس معنا عَلَف لدوابنا، فأمر رجلًا فنادي: إن أمير المؤمنين قد اشترَى زُروع القرية، فقالوا: ما نصنع بالقصيل (١)! تضعف عليه دوابُّنا؛ وإنما أرادوا الدراهم.

قال المثنّى: أتيت الوليد، فدخلت من مؤخّر الفُسطاط، فدعا بالغَداء، فلما وُضع بين يديه أتاه رسولُ أمّ كُلْثوم بنت عبد الله بن يزيد بن عبد الملك يقال له عمرو بن مُرّة، فأخبره أنّ عبد العزيز بن الحجاج؛ قد نزل اللؤلؤة، فلم يلتفت إليه، وأتاه خالد بن عثمان المخراش - وكان على شُرَطه - برجل من بني حارثة بن جناب، فقال له: إنّي كنتُ بدمشق مع عبد العزيز، وقد أتيتك بالخبر؛ وهذه ألف وخمسمئة قد أخذتها - وحلَّ هِمْيانًا من وسطه، وأراه - وقد نزل اللؤلؤة: وهو غاد منها إليك، فلم يجبه والتفَت إلى رجل إلى جَنْبه، وكلمه بكلام لم أسمعْه، فسألت بعض مَنْ كان بيني وبينه عمّا قال، فقال: سأله عن النهر الذي حفره بالأردنّ: كم بقي منه؟ وأقبل عبد العزيز من اللؤلؤة، فأتي المليكة فحازَها، ووجّه منصور بن جمهور، فأخذ شرقيّ القري - وهو تلّ مشرف في أرض مَلْساء على طريق نِهْيا إلى البَخْراءِ - وكان العباس بن الوليد تهيأ في نحو من خمسين ومئة من مواليه وولده، فبعث العباس رجلًا من بني ناجية يقال له حُبيش إلى الوليد يخيِّره بين أن يأتيَه فيكون معه؛ أو يسير إلى يزيد بن الوليد، فاتّهم الوليد العباس، فأرسل إليه يأمره أن يأتيَه فيكون معه، فلقي منصور بن جمهور الرّسول، فسأله عن الأمر فأخبره، فقال له منصور: قل له: والله لئن رحلتَ من موضعك قبل طلوع الفجر لأقتلَنك ومَنْ معك؛ فإذا أصبح فليأخذ حيث أحبّ، فأقام العباس يتهيّأ؛ فلما كان في السَّحرَ سمعنا تكبير أصحاب عبد العزيز قد أقبلوا إلى البَخْراءِ، فخرج خالد بن عثمان المخْراش، فعبّأ الناس؛ فلم يكن بينهم قتال حتى طلعت الشمس؛ وكان مع أصحاب يزيد بن


(١) القصيل: الزرع يجزُّ أخضر لعلف الدَّواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>