للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتيت المدينة فما غبرت إلّا يومي وليلتي؛ حتى شهدت صلاة الصبح بالمدينة، فإذا رجل يصلّي بنا، لا أعرِف صوته، فقرأ: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا}، فلما انصرف صعد المنبر، فإذا صاحبي، وإذا هو محمد بن عبد الله بن حسن.

قال: وحدّثني إسماعيل بن إبراهيم بن هود مولى قريش، قال: سمعت إسماعيل بن الحكم بن عوانة يخبر عن رجل قد سمّاه بشبيهة بهذه القصة.

قال إسماعيل: فحدّثت بها رجلًا من الأنبار يكنى أبا عبيد؛ فذكر أن محمدًا - أو إبراهيم - وجّه رجلًا من بني ضَبة - فيما يحسب إسماعيل بن إبراهيم بن هود - ليعلم له بعض علم أبي جعفر، فأتى الرّجلُ المسيّبَ وهو يومئذ على الشُّرَط، فمتّ إليه برحِمه، فقال المسيّب: إنه لابدّ من رفعك إلى أمير المؤمنين، فأدخله على أبي جعفر فاعترف، فقال: ما سمعتَه يقول؟ قال:

شَرَّدَهُ الخَوْفُ فأزرى به ... كذاك من يكرهُ حَرّ الجلاد

قال أبو جعفر: فأبلغه أنا نقول:

وخُطَّةِ ذُلٍّ نجعلُ الموتَ دونها ... نقول لها للموت أهلًا ومرحبَا

وقال: انطلق فأبلغه (١).

قال عمر: وحدثني أزهر بن سعيد بن نافع - وقد شهد ذلك - قال: خرج محمد في أول يوم من رجب سنة خمس وأربعين مئة، فبات بالمذاد هو وأصحابه، ثم أقبل في الليل، فدق السجن وبيت المال، وأمر برياح وابن مسلم فحبِسا معًا في دار ابن هشام (٢).

قال: وحدّثني يعقوب بن القاسم، قال: حدّثني عليّ بن أبي طالب، قال: خرج محمد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وأربعين ومئة (٣).


(١) الملاحظ في الروايات التي أوردها الطبري في خبر خروج محمد ذي النفس الزكية وأخيه أنه يورد في أسانيده مجاهيل ومبهمين بصورة متزايدة كما هاهنا (من رجل) و (رجلًا من الأنبار يكنى أبا عبيد) .... إلخ.
(٢) أزهر بن سعيد بن نافع لم نجد له ترجمة فيما بين أيدينا من المصادر.
(٣) ذكرت كتب التراجم ثلاثة من الرواة بهذا الاسم الأول سمع هيثم بن شداخ كوفي قال ابن معين ليس بشيء كان بعد المئتين، والثاني هو النجار البصري ذكره ابن حبان في الثقات يروى عن الوقاص عن مكحول عن حذيفة روى عنه أبو حاتم والثالث شيخ أسند عنه ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>